دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس إلى «وقفة جماعية جادة للتصدي الحازم للمسالك الضالة المشبوهة، التي تنامت في الآونة الأخيرة وتمثلت في تفجير المساجد واغتيال المصلين وذوي الأرحام والأقارب باسم الدين، على مرأى ومسمع من العالمين، مما يتطلب تحصين الشباب الأبي من الفكر التكفيري، وتنظيم داعش الإرهابي، ونحوه من المناهج الضالة والمسالك المنحرفة، وما يقابلها من موجات التشكيك والإلحاد، وهز الثوابت والقيم، والنيل من المحكمات والمسلمات». وقال في خطبة أمس (الجمعة) إن ما أصاب بعض حجاج بيت الله الحرام من حوادث عرضية «لا تنسينا الإيمان بقضاء الله وقدره، في صفاء الأمر وكدره، ونسأل الله أن يتقبل موتاهم ويشفي مرضاهم»، مشدداً على أنه «لا يحق لأي شخص أو كيان كائناً من كان أن يجعل هذه الأحداث مجالاً للمزايدات أو إلقاء اللوم وبث الشائعات ضد الجهود الجبارة التي تبذلها بلاد الحرمين في خدمة ضيوف الرحمن، كما أنه ليس من العدل والإنصاف أن تصادر كل الجهود والإنجازات لحادثة أو واقعة، تبذل أقصى الطاقات والإمكانات لتفاديها ومثيلاتها في الأماكن المقدسة طوال العام، وجهود المملكة لن تنسفها أقاويل المبطلين الذين لا يحسنون إلا التشكيك والإرجاف».وأكد أن المملكة تواجه حملة إعلامية ممنهجة «قائمة على ترويج الأكاذيب واختلاق الوقائع»، واصفاً هذه الحملة بأنها «محاولة يائسة من فئة بائسة للنيل من مكانة المملكة». وأضاف أن «كل ذي نعمة محسود وستظل بلاد الحرمين واحة أمن واستقرار ضد مخططات العبث، وستبقى قبلة الإسلام ومأوى الأفئدة، ومن رامها بسوء هلك دون مرامه، لا مجال ولا حظ للنيل منها، أو المساومة والمزايدة على جهودها ومكانتها، فلها - بحمد الله - الريادة والقيادة والسيادة على الحرمين الشريفين، بل في إحلال الأمن والسلم الدوليين». وأشار إلى أن «عاصفة الحزم جسدت الوحدة والتلاحم بين أبناء الأمة رعاة ورعية، وحققت النصرة لجار مضام وشعب مكلوم، وصدت الظالمين المعتدين، وكم بذلت بلاد الحرمين الشريفين جراء هذا القرار الشجاع والموقف النبيل من دماء طاهرة صعدت أرواحها إلى بارئها، لإعادة الأمل، فكان الأمل بعد الحزم نوراً يضيء البصائر والأبصار، ويبعث في النفوس البشر والضياء، بعدما آتت عاصفة الحزم ثمارها، وحققت أهدافها، وإن على الإخوة في يمن الإيمان والعلم والحكمة أن يتحدوا للوقوف مع الشرعية، وعدم الإصغاء لدعاة الفتنة». وأضاف: «لا يمكن أن ننسى إخواننا في بلاد الشام الذين طالت معاناتهم ودخلت عامها الخامس دون تحرك فاعل لإنقاذهم من آلة القتل والتدمير والتهجير في أكبر كارثة إنسانية يشهدها التاريخ المعاصر من أناس لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً، مما يتطلب من إخواننا في بلاد الشام توحيد الكلمة ورص الصفوف والاعتصام، وعدم التفرق والاختلاف والانقسام». وفي المدينةالمنورة حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة من الانسياق خلف الشيطان وحزبه من أهل المكر والكيد، «الذي طال شره الرسل عليهم السلام»، مستعرضاً عدداً من الأحداث التي تعرض لها بعض الرسل والأنبياء عليهم السلام في هذا الصدد، مسلطاً الضوء على صفات وأساليب «أهل المكر وتربصهم بالإسلام والمسلمين على مر الأيام والأزمان».