يستحضر الفنان التشكيلي المصري عادل ثروت، في معرضه المقام حالياً في «جاليرى عهود» في الرياض بعنوان: «خاطرة وحدوتة شعبية» حالة خاصة من الأداءات الشعبية المرتبطة بالشعور الجمعي المصري، «خصوصاً المرتبطة بأداءات الفرح وأيضاً الحدوتة الشعبية». في معرضه يلجأ إلى «فكرة التأويل والتشفير في مقابل المباشر والسردي، والرمز والعلامة في مقابل المنطق البصري للواقع المرئي. فالحدوتة ليست ظاهرة بواقعها الأدبي، بل تحولت إلى مجموعة من العلامات ذات الدلالة من خلال مفردات تشكيلية متنوعة». في التعريف بالمعرض نقرأ: «من عائلة مصرية عاشت عبر المكان والزمان منذ أكثر من 100 عام – خمسة أجيال متعاقبة تتوارث من خلالها كل المرئي والمنقول شفهياً، هناك نشأت وتربيت وتكونت ذاكرتي البصرية واللغوية. إنها القاهرة القديمة، خصوصاً في حي القلعة بحواريها وشوارعها وعائلاتها، التي أصبحت شاهد عيان على حراك اجتماعي وثقافي له خصوصية (الشعبي داخل المدينة والحضر). إن تأويل الحدث عبر اللغة الشفهية والحكائية، أو تأويله عبر الأداءات الحركية: الفرح والاحتفالات الشعبية بما تحويه من أشكال ذات دلالة مشفرة ومرمزة، العروسة الشعبية بكل أشكالها وعلاقتها بالحدث، الحدوتة الشفهية وقدرتها على تكوين الصورة الذهنية، الحكاية الشعبية ومرجعياتها التاريخية ضمن إطارها الثقافي العام والخاص. من هذا المكان ومن كل إحداثياته المرئية واللا مرئية - المسموعة والمحكية – المباشرة والمشفرة – المتصورة والمتخيلة بدأ مشروعي الفني، إذ وجدت نفسي أعيد ذاكرة متكونة ومتصورة ومتخيلة لتتداعى لدى الحكايات – الكلمات – الأداءات – الأشخاص – الإيماءات – الرموز – تأويل الحدث وتشفيره.