وصف الألماني يورغن كلوب نفسه ب«المدرب العادي»، وذلك في أول مؤتمر صحافي له منذ توليه مهمة الإشراف على ليفربول الإنكليزي خلفاً للأرلندي الشمالي برندن رودجرز، الذي استقال من منصبه (الأحد) الماضي. «لا أريد أن أصف نفسي. أنا شخص عادي تماماً. أنا مدرب عادي» هذا ما قاله كلوب (48 عاماً) للصحافيين من ملعب «أنفيلد»، في إشارة إلى المدرب البرتغالي لتشلسي جوزيه مورينيو الذي أطلق على نفسه لقب «المدرب المميز». وواصل مدرب بوروسيا دورتموند السابق: «أنا شخص عادي من منطقة الغابة السوداء (جنوب غربي ألمانيا). أنا لا أقارن نفسي بالمدربين النوابغ في تاريخ هذا النادي». وتوجّه كلوب الذي قاد دورتموند للفوز بلقب الدوري المحلي مرتين وإلى نهائي دوري أبطال أوروبا، إلى الصحافيين الإنكليز الذي طلب منهم تصنيفه، قائلاً: «من الجميل أنكم تبحثون في هذه المسألة لكن ليس من وظيفتي التفكير بها. لا أعتقد أن هناك أي مدرب يبدأ وظيفته بالقول أنه يريد أن يصبح أسطورة». وواصل كلوب، الذي وقّع مع «الحمر» عقداً مدة ثلاثة أعوام: «كنت لاعباً متواضعاً للغاية. كنت في فريق مميز في ألمانيا بشخص ماينتس (لاعباً من 1989 حتى 2001 ومدرباً من 2001 حتى 2008)، ثم حصلت على فرصة الإشراف على دورتموند سبعة أعوام. الآن أنا هُنا وآمل الاستمتاع بعملي». وسبق لكلوب وفي مقابلة مع تلفزيون النادي أن وصف وظيفته الجديدة ب«التحدي الأكبر في عالم كرة القدم»، وهو سيبدأ هذا التحدي في 17 من الشهر الجاري في زيارة صعبة إلى ملعب «وايت هارت لاين» الخاص بتوتنهام هوتسبر، إذ سيبدأ رحلة البحث عن اللقب الأول لليفربول في الدوري منذ 1990 حين توّج بقيادة الأسكتلندي كيني دالغليش. وكان فريق «الحمر» قريباً جداً في 2014 من الفوز باللقب بقيادة رودجرز لكنه خسر المعركة لمصلحة مانشستر سيتي في المرحلة الختامية من الموسم، ثم تراجعت نتائجه الموسم الماضي إذ اكتفى بالمركز السادس، فيما يحتل حالياً المركز العاشر برصيد 12 نقطة من ثمان مباريات. ولا تنحصر معاناة ليفربول هذا الموسم بالدوري الممتاز فقط، إذ فشل في تحقيق الفوز في مباراتيه الأوليين في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، إذ تعادل مع بوردو الفرنسي وسيون السويسري بنتيجة واحدة (1-1)، فيما احتاج إلى ركلات الترجيح لكي يتأهل إلى الدور الرابع من كأس الرابطة على حساب كارلايل من الدرجة الثالثة. ويدرك كلوب بأن مهمة قيادة «الحمر» إلى لقب طال انتظاره ليس بالأمر السهل على الإطلاق في وجود فرق غنية جداً مثل مانشستر سيتي وتشلسي أو مانشستر يونايتد، ولذلك طالب الجمهور بالصبر ووضع لنفسه هدف الفوز بلقب الدوري الممتاز مع حلول عام 2019. «الأجواء كانت مجنونة هنا» هذا ما قاله كلوب عن انطباعه الأول في وظيفته الجديدة، مضيفاً «لكن لا يهم ما يفكر به الناس عند قدومك إلى هنا، بل المهم هو ما يفكرون به عندما ترحل، وبالتالي رجاءً امنحونا الوقت الكافي». وواصل: «إذا كنتم صبورين، فقد يكون يوماً مميزاً عندما أجلس هنا أمامكم بعد أربعة أعوام من الآن، اعتقد بأننا سنفوز بلقب». وتميّز كلوب خلال مشواره مع دورتموند بالأسلوب الهجومي الاندفاعي، وهو تعهد بأن يلعب ليفربول باندفاع كامل، مضيفاً «أؤمن بفلسفة لعب عاطفية جداً، سريعة جداً وقوية جداً. على فريقي أن يلعب باندفاع كامل والذهاب إلى أقصى حدود في كل مباراة. يتمتع ليفربول بجماهير رائعة وأنفيلد ملعب مشهور عالمياً والأجواء فيه مذهلة». وتابع: «بإمكاني بناء علاقة رائعة مع هذه الجماهير وأن أمنحها ذكريات لا تُنسى. أتمنى أن نتغذى من طاقة بعضنا وأن نذهب في هذه الرحلة معاً». وأكد كلوب أن مساعديه في دورتموند زيليكو بوفاتش وبيتر كرافيتس سينضمان إليه في «أنفيلد». وكان عدداً من أعضاء الجهاز الفني لرودرجز أبرزهم مساعداه غاري ماكاليستر وشون أودريسكول تقدموا باستقالاتهم قبل المدرب الأرلندي الشمالي ترقباً لتعيين خلف للأخير، الذي تسلّم الإشراف على ليفربول في حزيران (يونيو) 2012 خلفاً لدالغليش.