تلتقي المستشارة انغيلا مركل في مقر المستشارية في برلين اليوم الرئيس المصري حسني مبارك للبحث في تطورات أزمة الشرق الأوسط والقمة العربية المنتظر عقدها في ليبيا الشهر الجاري، إضافة إلى عرض العلاقات الثنائية المتعددة. وعشية وصول الرئيس المصري إلى العاصمة الألمانية، منح الرئيس الاتحادي هورست كولر الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسام الاستحقاق الكبير «تقديراً لخدماته وإنجازاته في جعل الوكالة نموذجاً للمنظمة الدولية الفعالة». وقال كولر في كلمته التكريمية التي ألقاها في حفلة حضرتها شخصيات رسمية في القصر الرئاسي «بل فو» إن البرادعي «حقق الآمال التي وُضعت على كتفيه» منذ أن تسلم إدارة الوكالة، الأمر الذي أهَّله لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2005. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيغمانز ل «الحياة» إن مركل ومبارك «سيواصلان العمل على إحياء عملية السلام في المنطقة». ونفى أن تكون خلافات بين البلدين أخَّرت اجتماع الزعيمين مدة سنتين تقريباً، قائلاً إن العلاقات الثنائية لا تُحسب بعدد الزيارات المتبادلة فقط «لذا من الأفضل عدم إعطاء تفسيرات غامضة لا تتطابق مع الواقع». ولم يُشر البرادعي في كلمة الشكر التي ألقاها بعد تسلّمه الوسام الألماني إلى تطلعاته المستقبلية أو النشاط السياسي الذي يزمع القيام به في مصر. وكان أعلن قبل أيام تشكيل ائتلاف باسم الجمعية الوطنية للتغيير للمطالبة بإجراء إصلاحات دستورية عاجلة في البلاد. ونقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس الألماني كولر قوله خلال حفلة تكريم البرادعي: «من أجل التعامل بمسؤولية مع التكنولوجيا النووية نحتاج الى مؤسسات قادرة متعددة الجنسية ترأسها شخصيات قوية لأن الأمر يتطلب مهارة وقوة إرادة لإلزام الأنظمة المستبدة بمسؤولياتها ومنعها من الحصول على أسلحة نووية. وقد وفّيت يا سيد البرادعي بهذه المتطلبات من دون خوف من دول العالم القوية وتمسكت دائماً بالإصرار وحسن التقدير السياسي». وقال البرادعي في رده «أعتقد أننا الآن في مفترق طرق. نحتاج إلى بناء نظام أمني جديد لا يعتمد على أسلحة الدمار الشامل وخصوصاً الأسلحة النووية. نحتاج أن نفهم لماذا يحاول الناس أو تغريهم محاولة صنع أسلحة نووية».