لا أعرف كيف نجوت حافياً مشيت، عارياً بكيت كتبت على المدن، على الجدران تركت كلَ ما كان لي قبور الأحبة مضاءةً بالنذور عشب الحنين رطباً على طريق البيت أماً باكيةً أمام الباب رفاق صف يتأهبون لنهاية العام إبنة جيران تتفقَد صيف نهديها في المرآة قصص حب بلا نهايات بنادق أطول من أعمار الرفاق أنامل أرَق من الرصاص في زندي حجاب حاجب قلبي كوكب أخضر. * * * كيف صدقنا الريح / فتحنا لها الأبواب كيف صدقنا المذبحة رقصنا ضاحكين حول توابيت أحلامنا عفَّرنا وجه المدينة بدخَان الأوهام تبادلنا الأنخاب فوق ركام الأهل أحرقنا إطارات العمر في الطرقات السريعة والضواحي لم نقل عفواً لمن أفزعناهم في أرحام أمهاتهم لمن طيّرنا النوم من أسرَّة أطفالهم لم نقل عفواً لأحد لكن الحرب لم تكن خفيفة الظلّ ولا مزحة سمجة لم تكن معاركها شبيهة بقسماتنا. ألهذا انتحلنا أسماء بديلة ارتدينا ملامح أكثر صرامة(...) كم نمنا في أسرَّة ليست لنا كم راودنا العابرات أطلقنا الرصاص بلا طائل أطلقنا الرصاص فرحاً/ غضباً /نزقاً/ شبقاً في الأفراح والجنائز، في الأعياد والعطل الرسمية ثقبنا المساءات ونوم الأطفال ثقبنا نسيم الطمأنينة حفرنا أسماءنا المخيفة على جلد المدينة تبعثرنا في أنحائها أمراضاً جدرية لا أعرف كيف نجوت لم أمت لكنني رأيت من مات رأيت القتلى أكثر حياءً من القتلة. (*) مقتطف من نصٍ طويل / سرد شعري في مناخات الحرب الأهلية.