قالت مصادر تجارية اليوم (الأربعاء) إن المجر زادت وارداتها النفطية من إقليم كردستان في شمال العراق على حساب الخام الروسي، في دلالة على أن منتجي النفط في الشرق الأوسط ربما أنهم يحققون مكاسب في صراع مع موسكو على حصة في السوق العالمية. وقد يكون هذا أيضاً أول تأكيد لشحنات كبيرة من النفط الكردي إلى أوروبا في ظل النزاع الذي يخوضه الإقليم مع بغداد حول الصادرات المربحة، ويواجه أعمال تخريب متكررة لخط الأنابيب الذي ينقل الخام إلى ميناء جيهان التركي. وتتلقى مجموعة «إم أو إل» النفطية المجرية الجزء الأكبر من وارداتها من الخام من روسيا، لكنها زادت مشترياتها النفطية من كردستان منذ الصيف من دون أن تحدد الكميات. واتجه جزء من تلك الزيادة في المشتريات بحراً إلى مصفاة التكرير الرئيسية في المجر. وقالت المصادر إن ذلك سيؤدي حتماً إلى خفض الواردات من خام «الأورال» الروسي الذي يأتي عبر خط أنابيب «دروزبا». وامتنعت «إم أو إل» عن ذكر ما إذا كانت تشتري خامات من كردستان. وعلى رغم ذلك أكدت أنها زادت مشترياتها من خامات أخرى غير خام «الأورال»، لكنها أضافت أن «الأورال» سيظل الخام الرئيسي لمصافيها. ويظهر تقلص صادرات النفط الروسية إلى المجر، رابع أكبر سوق لصادرات النفط الروسية وتشكل نحو عشر الصادرات النفطية عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، مدى الدور الذي تلعبه تخمة المعروض في إعادة تشكيل ملامح سوق النفط العالمية. وتراجعت الإمدادات من خام «الأورال» إلى المجر في الفترة من كانون الثاني (يناير) و آب (أغسطس ) الماضيين، إلى 3.25 مليون طن من 3.7 مليون طن في الفترة المماثلة من العام الماضي. وزاد إقليم كردستان صادراته النفطية المستقلة في حزيران (يونيو) الماضي، قائلا إنه ليس لديه خيار سوى بيع النفط بنفسه بعدما فشلت بغداد في تخصيص أموال للإقليم من موازنتها. وذكرت بغداد مراراً أن المبيعات الكردية المستقلة غير قانونية، وفيما يتعلق بمخصصات الموازنة المنخفضة، قالت إن أربيل لم تنقل كميات كافية من النفط إلى شركة «تسويق النفط العراقية الحكومية» (سومو).