أبدت جماهير الكرة المصرية، وخصوصاً أنصار ناديي الزمالك والأهلي، روحاً رياضية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، خلال مباراتي الفريقين في كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفيديرالية)، من خلال وسم (هاشتاغ) "الروح الرياضية". وعلى رغم خسارة الفريقين وخروجهما من البطولة، إلا أن تفاعل مشجعي الفرق المتنافسة على مواقع التواصل الاجتماعي يعد خطوة إيجابية، خصوصاً بعد غياب الروح الرياضية عن الملاعب المصرية لفترة طويلة، شهدت خلالها مدرجات المشجعين حوادث عنيفة. وتعد "أحداث بورسعيد" الدامية التي راح ضحيتها 72 مشجعاً وخلفت مئات المصابين في شباط (فبراير) 2012، أسوأ ما شهدته الملاعب المصرية منذ انطلاق الدوري الممتاز عام 1948، ما دفع "الاتحاد المصري لكرة القدم" إلى إلغاء مسابقة 2011- 2012، ومنع الجماهير من حضور المباريات. ولم تكن "مجزرة بورسعيد" الحادث الأخير الذي شهدته مدرجات الكرة منذ ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. ففي شباط (فبراير) الماضي، قرر الإتحاد السماح للجماهير بالعودة مرة أخرى إلى الملاعب في بداية الدور الثاني للموسم المنصرم، بالتنسيق مع وزارة الداخلية. لكن الملاعب اشتعلت مجدداً في حادث سقط فيه 20 مشجعاً وأصيب العشرات أمام بوابات استاد الدفاع الجوي، وفق ما أفادت به وزارة الصحة. ونتيجة تلك الأحداث، أوقفت إدارة اللعبة المسابقة لمدة تزيد عن شهر ونصف الشهر، ثم استكملتها من دون جماهير حتى نهايتها. وازداد الأمر تعقيداً بعدما وصمت عشرة أندية مجموعات "الألتراس" بالإرهابية، وطالبت رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور بتحريك دعوى قضائية لحل هذه الروابط وحظر انشطتها، في قضية لم يفصل فيها القضاء نهائياً بعد. ومن المنتظر أن يشهد الموسم الجديد تنافساً شديداً بين الغريمين التقليديين، الزمالك المتوج بلقب الدوري والكأس في الموسم الاخير، والأهلي الأكثر تتويجاً في المسابقات المحلية. وتطالب الجماهير عبر وسائل التواصل الإجتماعي كلاً من اتحاد الكرة ووزارة الداخلية، بالسماح لها بالعودة إلى المدرجات لمؤازرة فرقها في المسابقات كافة. وكان من المقرر أن ينطلق الدوري الممتاز في 17 تشرين الاول (أكتوبر) المقبل، قبل أن تطالب الجهات الأمنية بتأجيله حتى 24 من الشهر نفسه لدواعِ أمنية، بسبب تزامن المسابقة مع الانتخابات البرلمانية، وفقاً لما أعلنه الاتحاد المصري في وقت سابق من الشهر الجاري. وتمثل البطولة المقبلة تحدياً للجهات المخولة بإدارة اللعبة، بعدما أعلن وزير الرياضة خالد عبد العزيز في مقابلة تلفزيونية "عودة الجماهير إلى الملاعب مرة اخرى بداية العام المقبل"، من دون أن يحدد موعداً دقيقاً. ويزيد من هذه الضغوط، انضمام ناديين لديهما قاعدة جماهيرية عريضة إلى الدوري الممتاز مرة أخرى، هما نادي أسوان "ممثل الجنوب" (النوبة) ونادي غزل المحلة الواقع في محافظة المحلة (دلتا مصر) والمعروف ب "نادي الفلاحين"، بالإضافة إلى وجود أندية ذات شعبية طاغية مثل الاسماعيلي (عن محافظة الاسماعلية) والإتحاد السكندري (محافظة اسكندرية) والمصري (بورسعيد).