أعرب الرئيس بشار الأسد عن الأمل في أن تشكل الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة «مفصلاً أساسياً» لاستعادة العراق أمنه وعودة الوفاق بين مكونات شعبه، مؤكداً حرص سورية الدائم على «أفضل العلاقات» مع العراق. جاء ذلك خلال استقباله طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في حضور فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، ومعاونه محمد ناصيف، وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية، والسفير السوري في العراق نواف الفارس، إذ تناول اللقاء «تطورات الأوضاع على الساحة العراقية والتحضيرات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة هناك والجهود المبذولة لعودة الأمن والاستقرار إلى العراق». وأفاد الناطق أن الهاشمي نقل الى الأسد «رسالة شفوية من الحكومة العراقية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتؤكد حرصها على تطوير هذه العلاقات في المجالات كافة». وأضاف أن «الرئيس الأسد أعرب عن أمله في أن تشكل الانتخابات المقبلة مفصلاً أساسياً في استعادة العراق أمنه وعودة الوفاق بين مكونات شعبه، مؤكداً حرص سورية الدائم على إقامة أفضل العلاقات مع العراق ودعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وشعبه». وأعرب الهاشمي عن «تقدير بلاده الكبير لما تقوم به سورية من دعم ومساندة للشعب العراقي وبخاصة عبر احتضانها المهجرين العراقيين الموجودين على أراضيها». كما اجتمع الهاشمي مع الشرع. وصرح بعد اللقاءين: «يسعدني أن أقول إن رغبة العراق في اعادة تطوير العلاقات مع سورية وعودة الامور الى مجاريها لقيت صدى طيبة واستجابة طيبة. وأنا سعيد بأن أجد البلدين الشقيقين يستعيدان عافية العلاقات الثنائية، وآمل في أن تتطور هذه العلاقات بعد الانتخابات مباشرة». ونوه بالتسهيلات السورية لاقامة الانتخابات للمهجرين في الأراضي السورية في «الانتخابات المصيرية التي ربما تعيد رسم مستقبل العراق في شكل أفضل». يذكر أن هذه أرفع زيارة لمسؤول عراقي منذ الأزمة التي بدأت بين دمشق وحكومة نوري المالكي في آب (أغسطس) الماضي. وكان الهاشمي أكد لدى وصوله ليل أول من أمس الى دمشق «حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع سورية». وقال إن محادثاته «في بلدي الثاني سورية، تتناول عدداً من القضايا وسبل تجاوز الخلافات القائمة بين البلدين»، لافتاً الى أن الخلافات هي «بين العائلة الواحدة لأن ما يجمع البلدين هو أكثر بكثير مما يفرقهما». واجتمع ليل الاثنين في مجمع الشباب الرياضي بحوالى ألفي عراقي لحضهم على «التصويت بكثافة» كي يكون هناك «عراق جديد» بعد الانتخابات. وقال إن «أربعة ملايين ونصف مليون عراقي مهجر أثاروا غيرة وتعاطف دول العالم، فيما أصحاب الشأن الذين لديهم المال والقرار يتباطأون عن اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع قضاياهم (المهجرين)، على رغم أن كثيراً منهم (المسؤولين) سبق أن عاشوا معاناة المهجرين، ورأوا كيف يُجرح كبرياء العراقي عندما يكون مهجراً خارج بلاده». غير أنه نوه بالدعم الكبير الذي تقدمه سورية للعراقيين. وأكد المشاركون رداً على تساؤلات الهاشمي أن الأزمة الأخيرة «لم تنعكس بأي سوء مطلقاً» على وضعهم في سورية. وكان مقرراً أيضاً أن يلتقي أبناء الجالية العراقية ليل أمس في مجمع الجلاء الرياضي في حي المزة في دمشق. وتردد أيضاً أن رئيس الوزراء السابق اياد علاوي سيزور العراقيين. وكان مدير مكتب «انتخابات اللاجئين العراقيين» في سورية حيدر عبد علاوي قدر عدد الذي يحق لهم التصويت في سورية بأكثر من 160 ألفاً من أصل حوالى 220 ألفاً مسجلين في سجلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين العراقيين. وتقدر دمشق عدد العراقيين على أراضيها بأكثر من مليون. وكانت الحكومة السورية وقعت مع «المفوضية المستقلة للانتخابات» مذكرة تفاهم أسفرت عن السماح بافتتاح 32 مركزاً انتخابياً في كل مناطق سورية، بينها 29 مركزاً في دمشق وريفها. ويعمل في هذه المراكز حوالى 1350 شخصاً. وعُلم أن عدداً من الديبلوماسيين زاروا أمس مقر مكتب الانتخابات، لتسجيل أسمائهم بهدف متابعة مجرياتها، وذلك بالتزامن مع بدء الحملات الانتخابية للمرشحين في أحياء دمشق.