ينظر النقاد السينمائيون باهتمام إلى الربع الأخير من السنة، حيث تبدأ قوائم أفضل أفلام العام بالتشكل وخاصة الأميركية منها، نظراً لاقتراب موسم الجوائز، سواء على المستوى الأوروبي أو على المستوى الأميركي. وبدأ الصراع مبكراً هذه السنة مع حلول شهر تشرين الأول (أكتوبر) بوجود عدد كبير من الأفلام التي ينتظرها جمهور وعشاق السينما، بالإضافة إلى كونها منافساً محتملاً على الجوائز هذا العام. البداية كانت مع المخرج روبرت زيميكس الذي حرص على خلق جو من الاثارة في فيلمه "ذا ووك"، والذي يعيد تجسيد عملية السير على الحبل التي قام بها الفرنسي فيليب بيتي بين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وقال زيميكس "عملنا بجهد، ودرسنا وتأكدنا من أننا فعلنا كل شيء ممكن لجعل الجمهور يشعر بالدوار". وطرح الفيلم للعرض في دور السينما يوم الجمعة الماضي في 2 من تشرين الأول (أكتوبر). وهو يروي قصة بيتي، صاحب المرونة الجسدية الكبيرة، والأحداث التي وقعت في صباح يوم ضبابي من شهر أغسطس في العام 1974، حين قام بمد حبال بين برجي التجارة ومشى بين البرجين. واستخدم زيميكس "كل تقنيات المؤثرات السينمائية الموجودة" لضمان إثارة الجمهور وتفاعله مع جوزيف جوردون ليفيت الذي جسّد دور بيتي، عندما مشى فوق الحبل، كما شعر الجمهور بالغثيان عندما نظر، من خلال الكاميرا، إلى الأسفل من على ارتفاع 396 متراً. وكانت مغامرة الفرنسي بيتي غير القانونية استمرت نحو ساعة من المشي بين البرجين، إلى أن وصلت الشرطة إلى السطح لمحاولة إيقافه، فوقفت عاجزة عن التدخل وهو يؤدي عرضه المثير الذي قام به من دون اتخاذ أية إجراءات أمان. وبلغت الإيرادات المحلية للفيلم إلى الآن مليوناً و 972 ألف دولار، ومن المقرر أن يتم طرحه عالمياً في 9 تشرين الأول (اكتوبر)، وبلغت كلفة إنتاجه 35 مليون دولار. ويشارك جوردان في الفيلم بن كنغسلي والممثلة وعارضة الأزياء الكندية - الفرنسية شارلوت ليبون. وبعد غياب طويل عن الجوائز وسلسلة من الإخفاقات في أفلامه الأخيرة، يبدو أن النجم العالمي جوني ديب اقترب بشدة من تحقيق ترشيحه الرابع لجائزة "أوسكار"، وربما حصدها هذه المرة بسبب أدائه في فيلم "بلاك ماس" الذي لاقى مديحاً من قبل النقاد السينمائيين. ويأتي ذلك بعد عرض الفيلم الذي يجسد فيه ديب شخصية رجل العصابات وايتي بولغر، ضمن فاعليات مهرجان "فينيسيا" السينمائي الدولي. وكان ديب كشف في تصريحات صحافية أنه "لم يحاول كتم شرور نفسه وأطلق العنان لها" لمساعدته في لعب شخصية الفيلم. ويتناول الفيلم العلاقة بين وايتي بولغر وعميل التحقيقات الفيدرالي جون كونوللي، اللذين ترعرعا جنباً إلى جنب في شوارع بوسطن الجنوبية. ولكن بعد عقود عدة يصبح جون كونوللي شخصية مهمة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، أما وايتي بولغر فيصبح الأب الروحي لإحدى العصابات الإرلندية، وجعلته جرائمه من بين أكثر 10 مطلوبين الى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وحصد فيلم "القداس الأسود" الى الآن إيرادات بلغت 53 مليون دولار بكلفة إنتاجية قدرها 52 مليون دولار. ويشارك ديب البطولة كيفين بيكين و داكوتا جونسون، وهو من إخراج سكوت كوير.