اختتم رئيس الوزراء الهندي الدكتور مانموهان سينغ أمس زيارته للمملكة التي استمرت ثلاثة أيام. التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأجريا محادثات معمقة حول عدد من المواضيع في جو من الدفء والمودة والصداقة والشفافية. من جهة أخرى، عقد رئيس الوزراء الهندي اجتماعاً مع رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ أمس (الاثنين) ركز خلاله على المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً في المجال البرلماني. ونوه رئيس الوزراء الهندي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للسلام، معلناً تأييد بلاده لهذه المبادرة. وأكد دعم الهند الثابت والمستمر والقائم على المبادئ حكومة وشعباً لكفاح الشعب الفلسطيني، وقال: «لا زالت الهند تقدم إسهامات في تنمية الاقتصاد الفلسطيني وموارده البشرية وسنواصل تقديمها». وأضاف: «لدينا أواصر وطيدة وعميقة مع دول الخليج، ولنا اهتمام كبير بالسلام والاستقرار في المنطقة، ولا يمكن للمنطقة ولا للعالم أن يتحمل فوضى جديدة. إننا نأمل بإخلاص بأن يسود التعقل كما نأمل بسيطرة الحوار على المجابهة في تسوية الصراعات والخلافات». وأعرب رئيس الوزراء الهندي عن أمنياته لمجلس الشورى بمزيد من التقدم والعمل بما يحقق للمواطن السعودي النماء والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني. واستعرض رئيس مجلس الشورى الدور الذي يقوم به المجلس في مسيرة التنمية وعملية الإصلاح سعياً لخدمة الوطن وتحقيقاً لآمال المواطنين. وثمن الدكتور سينغ في كلمة له أمام المجلس مكانة المملكة، كونها مهد الإسلام ومهبط الوحي وأرض القرآن الكريم، مبيناً أنه جاء للمملكة برسالة السلام والأخوة والصداقة ناقلاً التحيات الأخوية من شعب الهند. وبين أن الهند تعتبر المملكة عمود الاستقرار في منطقة الخليج مشيداً بالخطوات السريعة والشاملة التي اتخذتها المملكة تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو التحديث، فيما يمتد نفوذها اليوم إلى أبعد الحدود من المنطقة. وقال إن المشاريع التجارية وتبادل المواد الغذائية والأقمشة في مقابل التمور واللآلئ وفرت القاعدة لتوطيد الروابط العميقة بين الشعبين، وانتشرت المدائن الهندية في أنحاء الخليج كما قطن التجار العرب أنفسهم على طول الخط الساحلي غرب الهند وتأثرت اللغات ببعضها. وأعاد إلى الأذهان أسس علاقات المملكة والهند في العصر الحديث خلال زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز إلى الهند عام 1955 وزيارة رئيس الوزراء الأسبق جواهر لال نهرو إلى المملكة عام 1956، وهذه الأسس تعززت من خلال الزيارة التي قامت بها رئيس الوزراء انديرا غاندي إلى المملكة العربية السعودية عام 1982. وبين أن مجال العلاقات بين البلدين اتسع في القرن الحادي والعشرين من خلال الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الهند في كانون الثاني (يناير) 2006، مؤكداً أن مشاركة خادم الحرمين الشريفين ضيفاً رئيساً في الاحتفالات بمناسبة عيد الجمهورية للهند كانت موضع شرف واعتزاز كبيرين لشعب الهند. وقال إن إعلان دلهي الذي وقعته مع خادم الحرمين الشريفين يسجل رؤيتنا المشتركة لإقامة علاقة جديدة ليس فقط من أجل التنمية والازدهار لشعوبنا ولكن أيضاً من أجل الأمن والسلام في المنطقة بأسرها.