تجتمع في مقر الجامعة العربية في القاهرة ليل الثلثاء - الأربعاء لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة رئيس وزراء قطر، وفي حضور الرئيس محمود عباس (أبو مازن). ويأتي هذا الاجتماع للجنة عشية الاجتماع الدوري لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية. وفي تصريحات على هامش اجتماعات الدورة العادية الرقم 133 لمجلس الجامعة التي بدأت أمس باجتماع المندوبين الدائمين، قال الأمين العام للجامعة عمرو موسى ان لجنة مبادرة السلام العربية ستناقش عملية السلام في المنطقة وجهود إحيائها من كل الوجوه، نافياً أن يكون سحب المبادرة مطروحاً على اللجنة. وقال إن هذا أمر غير مطروح وكلام غير دقيق، والمبادرة تعبير عن الموقف العربي ولا سحب ولا تعديل ولا تغيير لها. وأضاف موسى أن اللجنة الوزارية ستعبر عن ثوابت الموقف العربي والمواقف العربية الرئيسة من الطرح الأميركي الذي سيعرض على اللجنة في ما يخص عملية السلام في ضوء التطورات المؤسفة التي تقوم بها إسرائيل في القدس والحرم الإبراهيمي وبيت لحم واستمرار الاستيطان. وأكد موسى أن كل هذه التطورات تنذر بكثير من المخاطر، معتبراً أن إسرائيل تتعاطى مع المفاوضات على أنها موضوع هزلي. وقال إنه شيء عجيب جداً أن يتحدث العرب عن وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات في طريقة جادة في وقت نجد اسرائيل مستمرة في عدوانها على القدس والحرم الإبراهيمي، ما يجعل الصورة داكنة جداً، وهو ما ستناقشه لجنة مبادرة السلام العربية. وكانت أعمال الدورة 133 للمجلس عقدت اجتماعاً أمس على مستوى المندوبين للتحضير للاجتماع الوزاري. وتحدث رئيس الدورة السفير يوسف أحمد مندوب سورية لدى الجامعة وسفيرها في مصر رئيس الدورة السابقة عن التنازلات التي قدمها العرب على أمل تحقيق السلام، ما أدى إلى فقدان الأمل، مشيراً إلى أن العرب يحلمون بالسلام في عالم لا يعترف بالأحلام، أو النوايا الطيبة. وأعرب عن اعتقاده بأن العرب اقتنعوا بدور المتفرج على الأحداث، والمكتفي بخانة التصريحات، مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية ترمي منذ مؤتمر مدريد إلى تحقيق المكاسب على حساب الحقوق العربية. وأشار إلى استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية وحربها المفتوحة على الأراضي الفلسطينية عموماً وقطاع غزة خصوصاً المحاصر بغرض كسر إرادة الشعب الفلسطيني. ونبه إلى التهديدات الإسرائيلية اليومية، والمناورات، وقرع طبول الحرب على جبهات سورية ولبنان وقطاع غزة، والمجازر المستمرة واستمرار الاستيطان. وقال أحمد إنه من خلال هذا الدمار «بقينا نحن العرب نبحث عن رؤية أوباما التي بشرنا بها في كلماته. وإذا برؤية الرئيس بوش تطل علينا بكل مفرداتها، إذ عادت مجدداً مع أوباما، لتكون نهجاً للتعامل مع كل قضايانا، في الصومال، وفلسطين، والعراق، وملايين من النازحين والمتأثرين». وعقب كلمته، سلم السفير السوري رئاسة الدورة الجديدة إلي سفير الصومال في مصر ومندوبها لدى الجامعة السفير عبدالله حسن محمود. وصرّح مندوب مصر الدائم في الجامعة السفير حازم خيرت بأن مصر وفلسطين طلبتا عرض موضوع العدوان الإسرائيلي على القدس والحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح على اجتماعات وزراء الخارجية العرب. وكانت سورية تقدمت إلى المجلس بمبادرة لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية - العربية. وتنص المبادرة التي حصلت عليها «الحياة» على أنه في حالة الخلافات في الرؤى والمواقف بين أي دولتين عربيتين «تدار الخلافات بالاعتماد على مبادئ عدة، من بينها عدم اللجوء إلى أي نوع من الحملات الإعلامية لأنها تخلق عوامل سلبية مفرقة وتعرقل إمكان إدارة الخلافات، وعدم اللجوء إلى تقليص أو تجميد العلاقات الثنائية على الصعد المختلفة، والتزام إبقاء الخلافات العربية داخل العائلة العربية».