في حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس وزراء الهند الدكتور مانموهان سينغ، تم التوقيع ليل أول من أمس في الرياض على عدد من اتفاقات التعاون بين المملكة والهند في مجالات عدة. ووقع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الصحة ورفاهة الأسرة غلام نبي أزاد اتفاقين لتبادل تسليم المتهمين والمحكوم عليهم بين السعودية والهند ونقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين البلدين. وتم توقيع مذكرة تعاون ثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام في السعودية ووزارة الثقافة الهندية، وقع عليها من الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعن الجانب الهندي وزير البترول والغاز الطبيعي مورلي ديوار. في ما يخص المجالات العلمية والتقنية، وقع رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل من الجانب السعودي ووزير التجارة والصناعة أناند شارما من الجانب الهندي على اتفاق تعاون علمي تقني بين السعودية والهند، وكذلك على مذكرة تفاهم وتعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية السعودية ومنظمة بحوث الفضاء الهندية. إلى ذلك، أكد خادم الحرمين الشريفين والدكتور سينغ مواصلة العمل لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من خلال تلبية حاجات البلدين الواسعة في ما يتعلق بالبنية التحتية والتنمية وزيادة التدفقات الاستثمارية البينية وزيادة التبادل التجاري بما يتناسب مع إمكانات وحجم اقتصادياتهما. وفيما دعا الزعيمان القطاع الخاص في البلدين ومجلس الأعمال السعودي - الهندي لزيادة جهودهم للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يتيحها البلدان، شددا مجدداً على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة القائمة على التكامل والاعتماد المتبادل بحسب إعلان دلهي، بما في ذلك تلبية حاجات الهند المتصاعدة من إمدادات البترول الخام وتحديد وتنفيذ مشاريع محددة للتعاون، والمشاريع في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، ووجها فريق العمل المشترك في مجال الطاقة للاستمرار في اتخاذ كل الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك. أوضح ذلك إعلان الرياض الذي وقعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس وزراء الهند الدكتور مانموهان سينغ في نهاية جلسة المحادثات التي عقدها الطرفان في الرياض ليل أول من أمس (الأحد) بحسب وكالة الأنباء السعودية. وذكر إعلان الرياض الذي يمثل عهداً جديداً من الشراكة بين المملكة والهند انه تلبيةً لدعوة خادم الحرمين الشريفين قام رئيس وزراء الهند بزيارة رسمية للسعودية خلال الفترة من 13 إلى 15 ربيع الأول 1431ه الموافق 27 شباط (فبراير) إلى 1 آذار (مارس) 2010. وخلال الزيارة استقبله كل من وزير الخارجية ووزير البترول والثروة المعدنية ووزير التجارة والصناعة، وقام بزيارة مجلس الشورى وألقى كلمة أمام المجلس، كما مُنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود. واتفق الزعيمان على أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى الهند في 2006 والزيارة الراهنة لسينغ للسعودية تبشر بحقبة جديدة في العلاقات السعودية - الهندية تنسجم مع الحقائق المتغيرة واغتنام الفرص المتاحة في القرن الواحد والعشرين، وذلك في ظل الروابط الحضارية والتاريخية والثقافية التي تجمع بينهما ومنطقتيهما. واستعرض الزعيمان إعلان دلهي التاريخي الموقع في 27 كانون الثاني (يناير) 2006، وأعربا عن ارتياحهما إلى النمو المطرد الذي شهدته العلاقات منذ توقيع الإعلان وأعادا تأكيد أهمية تنفيذه من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال والأكاديميين ورجال الإعلام والمستويات الأخرى، وضرورة الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية لتشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والدفاعية والسياسية. وأشارا إلى دور وأهمية الشباب في تقوية وتعزيز العلاقات بين شعبيهما ووجها الجهات المختصة بوضع البرامج اللازمة لتفعيل هذا الدور، في إطار مذكرة التفاهم في المجال التعليمي الموقعة بين البلدين عام 2006، وكذلك تقديم التسهيلات اللازمة كافة لطلبتهم الدارسين في كلا البلدين. ووجّها اللجنة السعودية - الهندية المشتركة بمواصلة متابعة تنفيذ هذا الإعلان لبناء هذه الشراكة الاستراتيجية، كما أعرب رئيس الوزراء الهندي عن امتنانه وتقديره للجهود المميزة والخدمات التي تقدمها السلطات السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة من الحجاج الهنود. ورحب الجانبان بمستوى التعاون القائم في المجالات الدفاعية بين الجهات المختصة في البلدين واتفقا على مواصلة تعزيز ذلك بما يحقق مصالحهما المشتركة، منوهين بالتسامح والانسجام الديني والإخاء بصرف النظر عن العقيدة أو الخلفية العرقية كانت جزءاً من المبادئ والقيم في كلا البلدين، وهي المبادئ ذاتها التي دعت إليها مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين مختلف الديانات والمعتقدات. وجدد خادم الحرمين والدكتور سينغ إدانتهما لظاهرة العنف والتطرف والإرهاب مع التأكيد على كونها عالمية وتهدد كل المجتمعات ولا ترتبط بجنس أو لون أو معتقد، وأنه يجب على المجتمع الدولي وبعزم مكافحة الإرهاب. واتفقا على تكثيف تعاونهما في مجال تبادل المعلومات في شأن النشاطات الإرهابية وغسيل الأموال والمخدرات والأسلحة والاتجار في البشر وتطوير استراتيجية مشتركة لمكافحة هذه التهديدات، ورحبا بتوقيع البلدين على اتفاق تسليم المطلوبين واتفاق نقل المحكوم عليهم. وشددا على دعمهما الجهود الدولية المبذولة لحل المسائل المتعلقة ببرنامج إيران النووي سلمياً من خلال الحوار، وأنهما يدعوان إلى مواصلة هذه الجهود كما أنهما يحثان إيران على الاستجابة لها، لإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي، بخاصة أن جهود المجموعة تضمن حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. كما بحث خادم الحرمين والدكتور سينغ الوضع في العراق، وأعربا عن أملهما في أن تمكّن الانتخابات المقبلة شعب العراق من تحقيق تطلعاته بالأمن والاستقرار وتعزيز سلامته الإقليمية.