استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في قصره في الرياض أمس، رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور. ونقل مجور لخادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال تحيات وتقدير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فيما حمّله الملك عبدالله تحياته وتقديره للرئيس صالح. وجرى بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وبدأت في الرياض أمس اجتماعات مجلس التنسيق السعودي – اليمني برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فيما ترأس الجانب اليمني رئيس الوزراء مجور. وشدد الأمير سلطان في مستهل الاجتماعات في قصره (العزيزية) على ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز أواصر القربى والمصير المشترك. ودعا الله «أن يحمي أبناء شعبينا من الأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعاتنا»، مؤكداً حرص السعودية على استمرار المسيرة التنموية في اليمن. وأوفت السعودية أمس (السبت) بتعهدها التبرع لليمن ببليون دولار، لتكون بذلك أول دولة تفي بالتزامها كاملاً لمصلحة التنمية والاستقرار في اليمن، بحسب ما أعلن نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام أمام ممثلي الدول المانحة التي بدأت مؤتمراً أمس في الرياض لدعم اليمن بحسب ما قرره مؤتمر دولي حول اليمن استضافته بريطانيا الشهر الماضي. إلى ذلك قال نائب رئيس الوزراء اليمني الارحبي «ان هناك من يحاول الربط بين بطء تخصيص الأموال لمشاريع التنمية في اليمن، وطريقة إدارة حكومة الرئيس علي صالح لتلك الأموال. واضاف «أن هناك بعض الإجراءات البيروقراطية الطويلة التي تعوق استخدام هذه الموارد من بعض المانحين». وقال الأرحبي، الذي تراس وفد بلاده الى اجتماعات الرياض «الموضوع الذي نحن بصدده هو استعراض مدى التقدم في استخدام تعهدات المانحين التي قطعوها على أنفسهم في مؤتمر لندن عام 2006، والهدف منه هو التوافق على أسباب بطء استخدام هذه الموارد، وبحث البدائل المختلفة للتسريع بعملية الاستفادة منها». واشار الى أن حكومته قدمت اقتراحات محددة وواضحة من الممكن أن تساعد إلى حد كبير في استخدام هذه الموارد، لتمويل المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري للخطة الخمسية الثالثة التي عرضت في لندن في ذلك الوقت. ولفت إلى أن بلاده «على قناعة تامة بأن اندماج اليمن في إطار مجلس التعاون الخليجي وتوطيد علاقات الشراكة التنموية مع مجتمع المانحين، يمثلان أهم السبل لمواجهة تلك التحديات». من جهته، قال مجور ان الدورة ال 19 لمجلس التنسيق السعودي - اليمني أمامها جملة من المواضيع والاتفاقات وبروتوكولات التفاهم التي سيتم توقيعها. وأثنى على الإسهامات الكبيرة في مجالات التنمية لمجلس التنسيق السعودي – اليمني، وتحديداً في مجال التنمية البشرية، منوهاً بالعلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين والمشاريع التي تمت بدعم من المملكة في مجالات التنمية البشرية. وفي صنعاء اعلن ان السلطات الأمنية شنت أمس حملة اعتقالات طاولت عناصر «الحراك الجنوبي» في أعقاب تظاهرات واحتجاجات حاشدة نظمتها في الضالع ولحج وأبين وحضرموت (جنوب البلاد) على رغم تحذيرات السلطات المحلية والتعزيزات الأمنية لقوات الأمن ودوريات الشرطة لمنع هذه التظاهرات التي أخذت طابعاً «انفصالياً» صرفاً، حين رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة للوحدة اليمنية تدعو الى تحرير الجنوب العربي وترفع الأعلام التشطيرية وتهدد بمواجهات مسلحة مع السلطات المحلية والأمنية. واستهدفت الاعتقالات عناصر «كتائب تحرير الجنوب العربي» التي أنشأها طارق الفضلي، وتقول السلطات أنها ميليشيا مسلحة تتولى عمليات قتل واعتداءات ضد عناصر الأمن والجيش والمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وتقطع الطرقات. وكانت السلطات المحلية في محافظة الضالع أعلنت حالة الطوارئ فجر أمس ونشرت المئات من قوات الأمن في مداخل ومخارج الطرقات والشوارع في الضالع لمنع المتظاهرين من دخول الضالع والمديريات التابعة لها غير أن الآلاف من المتظاهرين تمكنوا من تخطي الحواجز الأمنية ووصلوا إلى ساحة ملعب الصمود لإقامة مهرجان «الحراك» تزامناً مع انعقاد مؤتمر الرياض. وشهدت زنجبار عاصمة محافظة أبين أمس مهرجاناً حاشداً نظمه «الحراك الجنوبي» وجه فيه الفضلي كلمة دعا فيها الجنوبيين الى مواصلة النضال حتى تحرير الجنوب مما اسماه «الاحتلال اليمني» مبشراً ب «النصر القريب» مشدداً على التلاحم بين أبناء الجنوب مشيراً إلى أنه لا خلاف مع أبناء المحافظات الشمالية وإنما خلافنا مع النظام الحاكم. وكانت شبكة الهاتف والاتصالات (الخلوية) قطعت في معظم مناطق محافظات الضالع وأبين ولحج حتى ظهر أمس باستثناء بعض الشخصيات العسكرية والأمنية ومسؤولي السلطات المحلية. خادم الحرمين يبحث مع رئيس وزراء اليمن آفاق التعاون الأمير نايف: التعاون الأمني بين المملكة واليمن «في أفضل مستوياته» السعودية أول دولة تفي بالتزاماتها تجاه اليمن وتدعمه ببليون دولار