نقلت طائرة شحن اثيوبية خاصة فجر امس، الى اديس ابابا 27 جثماناً تعود الى ضحايا اثيوبيين كانوا قضوا في حادث الطائرة الاثيوبية المنكوبة التي سقطت قبالة الساحل اللبناني في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. ولا يزال جلاء الحادث ينتظر نتائج التحقيقات التي اجريت وتحليل الصندوقين الاسودين اللذين نقلا الى باريس، بعدما كان تقرير برج المراقبة في مطار رفيق الحريري الدولي اظهر في شكل اولي ان السبب هو خطأ بشري. ولفّت نعوش الضحايا بعلم بلادها، وبينها جثامين قائد الطائرة ومساعده وعنصر الامن الذي كان على متنها. وواكب قنصل اثيوبيا لدى لبنان اسامينيو دابلي بونسا عملية انجاز الاجراءات والمعاملات اللازمة. وواصل في هذا الوقت، اهالي الضحايا اللبنانيين دفن جثامين موتاهم بعدما امكن التعرف اليهم تباعاً بواسطة فحص الحمض النووي. ويسجل بعضهم في هذا المجال غياب اي تحرك ل «شركة الطيران الاثيوبية» بإتجاه الاهالي، وذلك وفقاً لما هو منصوص عليه في قوانين منظمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا). وقالت مصادر مطلعة في الطيران المدني ل «الحياة» ان وفقاً ل «برنامج تدقيق السلامة» (ايوزا) من واجب الشركة اتباع معاملة خاصة لذوي الضحايا منذ لحظة سقوط الطائرة وصولاً الى مسألة التعويضات. وأوضحت المصادر ان برنامج «ايوزا» يتعلق بأصول تعامل شركات الطيران مع الاهالي في حال حصول كوارث او حوادث، وتخصص الشركات فرقاً خاصة من موظفين او متطوعين يجرى تدريبهم على كيفية التعامل مع الاهالي، ويُفرز مندوب لكل عائلة لتأمين حاجاتها ومواساتها وإطلاعها على الأنباء المتعلقة بالحادث او الكارثة، وحتى ان المندوب ملزم تأمين اموال للعائلة اذا احتاجت اليه وتوفير الاقامة في الفنادق في حال حصل الحادث في بلد غير مكان اقامة الضحية. وتلفت هذه المصادر الى ان هذه الامور لم تطبق حتى الآن، لافتة الى ان الشركة تحدثت اخيراً عن احتمال تعرض الطائرة المنكوبة الى انفجار، او اسباب اخرى، ما يسيء الى سمعة مطار بيروت، على رغم ان التحقيق الاولي واضح في استنتاجاته، وشركة الطيران الاثيوبية لا تزال تنظم رحلاتها من والى بيروت منذ اليوم الثاني للكارثة التي حصلت. وكانت مدينة صور شيّعت الضحية هيفاء الفران في مأتم رسمي وشعبي حاشد تقدمه ممثلون عن الرؤساء الثلاثة والامين العام ل «حزب الله» وقائد الجيش والمدير العام لقوى الامن الداخلي ومرجعيات روحية وفاعليات. وشيّعت النبطية بدورها وسط اجواء من الحزن والاسى الضحايا: حسين يوسف الحاج علي والشقيقين فؤاد محمد جابر وعباس محمد جابر، بمأتم رسمي وشعبي حاشد. وأعلن ممثل الرؤساء الثلاثة النائب ياسين جابر: «اننا اليوم نغلق صفحة البحث عن المفقودين من ضحايا الطائرة المنكوبة ومعها يبدأ الاثنين فصل جديد، هو فصل حقوق اهالي الضحايا، وواقعاً يجب ان نولي هذا الموضوع الاهمية القصوى، فكثير من هؤلاء الضحايا هم المعيلون الوحيدون لأهلهم، على أمل انه، الثلثاء المقبل، عندما يجتمع رئيس الحكومة سعد الحريري مع الاهالي لن يكتفي بعرض التقرير الاولي عن حادث الطائرة بل يتطرق الى موضوع موقف الدولة والحكومة من هذه القضية بعد تشكيل لجنة القانونيين من جانب مجلس الوزراء ونريد ان تتحرك هذه اللجنة بسرعة، نريد ان نعرف من هم اعضاؤها وبرنامج عملها ومن اين ستبدأ، فهذه العائلات بحاجة الى احتضان ودعم ونأمل كما كانت الحكومة داعمة في فترة البحث عن المفقودين بأن تتخذ المبادرة نفسها من دعم عملية الحصول على حقوق الاهالي لأنهم بأمسّ الحاجة اليها». وودعت بلاط - جبيل الضحية المهندس زياد القصيفي بمأتم مماثل وترأس الصلاة لراحة نفسه راعي الابرشية رئيس اللجنة الاسقفية للإعلام المطران بشاره الراعي في كنيسة مار عبدا. ويشيّع اليوم أهالي بلدة العباسية، الضحية عباس يوسف حويلي، وكانت هذه البلدة خسرت اربعة من ابنائها في تحطم الطائرة الاثيوبية دفنوا جميعهم وآخرهم حويلي.