طالب 18 نائباً في البرلمان الأوروبي بإرسال مراقبين إلى تركيا لمواكبة الانتخابات البلدية المقررة نهاية آذار (مارس) الجاري، خشية أن يشوبها تزوير، فيما وافق رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على هذا الإقتراح مؤكداً أن الانتخابات في بلاده حرة ونزيهة. وحتى يحين الاستحقاق يبدو أن مسلسل تسريبات التسجيلات المنسوبة لأردوغان ووزرائه، وكذلك عمليات إبعاد المتهمين بالانتساب إلى جماعة رجل الدين فتح الله غولن من مؤسسات الدولة ستستمر. وفي جديد هذه التطورات نشرت تسجيلات صوتية منسوبة لرجل الأعمال من أصل إيراني رضا زراب تتضمن شكواه من موظف «شريف» يدعى تيومان في دائرة الجمارك في مطار إسطنبول، يرفض إعطاء الإذن لطائرة زراب الخاصة بالإقلاع للإشتباه بأنها تهرّب ذهباً، ليأتي الردّ على هذه الشكوى ممن قيل أنه وزير الداخلية واعداً بحل المسألة. وفي تسجيل آخر يطمئن وزير الداخلية زراب بأنه مستعد أن يفديه بروحه وأن يحميه من أي تحقيق جنائي أو محاولة لإعتقاله، ويقول: «حتى يصلوا لك عليهم أن يدوسوا على جسدي أولاً» وفق ما ورد في التسجيل. وقد تنافست وسائل الإعلام للوصول إلى الموظف تيومان الذي وصفه عدد منها ب «البطل» لأنه تصدّى لفساد زراب. وكشفت صحيفة «سوزجو» أن «البطل تيومان» نقل من مركز عمله إلى منطقة نائية. كما كشفت التسجيلات حصول زراب على حصانة ومعاملة خاصة من وزير الداخلية السابق معمر غولار المتهم أيضاً بقضايا فساد، ومنها منح زراب ثلاث لوحات سيارة وأرقام خاصة تحميه من أي ملاحقة مرورية أو توقيف للتفتيش في أي مكان في تركيا. وأكدت مديرية الأمن في بيان حصوله على هذه المزايا، وأعلنت أن اللوحات التي أعطيت له ألغيت الشهر الماضي. وأوردت صحف مقرّبة من الحكومة اعتقال 44 شرطياً ورجل أمن بتهمة تسريب ملفات قضايا الفساد وتسجيلات، ما اعتبرته المعارضة اعترافاً ضمنياً بصحة الأشرطة المسرّبة. كما صدر قانون جديد ينظّم هيكلية السلم الوظيفي في وزارة التعليم في شكل يفصل أو يغيّر مواقع 80 مديراً عاماً للاشتباه بانتمائهم إلى جماعة غولن. ويتوقّع أن يشمل التغيير مديري نحو 100 ألف مدرسة حكومية وخاصة في البلاد. وبعد أيام على اندلاع صدامات عنيفة عبر البلاد شهدت سقوط قتيلين خلال تشييع ركين ألوان (15سنة) الذي قضى متأثراً بجروح أصيب بها أثناء تظاهرات مناهضة للحكومة في حزيران (يونيو) الماضي، أعلن أردوغان أن حزبه «العدالة والتنمية» لن يقبل بمزيد من التوتر ولا الضحايا. وقال في خطاب ألقاه بمحافظة كوجالي قرب اسطنبول «لا نريد أن يدفع أحد بشبابنا للنزول إلى الشارع بزجاجات حارقة وحجارة وسكاكين».