طالب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا «العالم الحر» بتزويد السوريين «الوسائل لمحاربة (نظام بشار الاسد والجهاديين) والانتصار» فيما يدخل النزاع في سورية عامه الرابع. وقال الجربا في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية امس: «لا شيء ولا احد تمكن -او اراد-انقاذ الشعب السوري من صواريخ وقنابل بشار الاسد ولا من التعذيب حتى الموت في سجونه ولا من الاختناق والموت بالغاز واسلحته الكيماوية». وتدارك: «لكن رغم وحشيته الكبيرة ورغم تفوقه العسكري ثمة امر واحد اكيد هو ان بشار الاسد لم ينجح يوماً في سحق الثورة. ولن ينجح ابداً في ذلك. الشعب مصمم على تحقيق الحرية». وأوضح: «آن الاوان للعالم الحر لمساعدة السوريين في الخروج من عزلتهم. عليه ان يؤمن لهم الوسائل لمحاربة بشار الاسد والجهاديين. يجب ان يؤمن لهم الوسائل للانتصار نهائياً على الاسد وعلى الجهاديين». وتصادفت المعارك مع الذكرى الرابعة للازمة السورية. وقبل اربع سنوات، في غمرة الربيع العربي الذي عم العديد من الدول العربية واطاح بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك قبل ذلك بأسابيع، خرجت في عدد من الشوارع السورية يومي 15 و16 آذار (مارس) العام 2011 تظاهرات سلمية احتجاجاً على اعتقال اطفال لأنهم كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران. ومع استخدام النظام الحديد والنار لقمع هذه التظاهرات، بدأ المحتجون شيئاً فشيئاً يحملون السلاح اعتباراً من الصيف، الى ان تحول النزاع في شباط (فبراير) 2012 الى حرب شاملة مع قصف حمص في وسط البلاد. وفي غضون السنوات الثلاث الاخيرة قتل اكثر من 146 الف شخص في سورية وهجر اكثر من تسعة ملايين آخرين من بيوتهم، ليشكلوا اكبر تجمع للاجئين والنازحين في العالم، بحسب الاممالمتحدة. وهناك اكثر من مليون طفل محرومين من المساعدات الانسانية بحسب «يونيسف» واكثر من 250 الف سوري محاصرين بحسب الاممالمتحدة، وهؤلاء مخيرون «بين المجاعة او الاستسلام». ومنذ ربيع 2013 بعد سلسلة من التراجعات، استعاد النظام زمام المبادرة واخذت قواته، مدعومة بمقاتلي «حزب الله» الشيعي ومقاتلين شيعة عراقيين جندتهم قوات النخبة الايرانية، تشن الهجوم تلو الآخر لاستعادة مدينة تلو الاخرى من ايدي المعارضة. وحالياً تسيطر المعارضة على مساحة من الاراضي اكبر من تلك التي يسيطر عليها النظام الا ان الفارق بين الاثنين هو ان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام هي الاكثر اكتظاظاً بالسكان. وفيما النظام يستعيد المدينة تلو الاخرى، لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها وتنخرها جماعات جهادية. ومنذ كانون الثاني (يناير) 2014 تدور حرب شرسة بين مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من الاسلاميين و «جبهة النصرة» من جهة وجهاديي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش). لكن يبدو ان اياً من الطرفين- لا النظام المدعوم من روسيا وايران ولا المعارضة المسلحة- قادر على ان يحسم المعركة عسكرياً. وقال آرون لاند رئيس تحرير موقع «سيريا ان كرايسيس» الالكتروني ان «الخلافات القوية في صفوف مقاتلي المعارضة اتاحت للاسد ان يحقق مكاسب على الارض، لكن هذه المكاسب غير كافية لتغيير الوضع او افساح المجال امامه لاستعادة السيطرة على كل انحاء البلاد». وعلى الصعيد الديبلوماسي فإن الازمة وصلت ايضاً الى طريق مسدود. وبدد فشل مفاوضات جنيف التي جمعت للمرة الاولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الامال الديبلوماسية بالتوصل الى حل سياسي للنزاع رغم نفي العواصم الغربية ذلك. وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة من تداعيات اعادة انتخاب الاسد مرة جديدة، على عملية السلام في جنيف، داعياً روسيا وايران الى ممارسة ضغط على النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل «بناء اكثر». وقال «الائتلاف» ان «الصعاب لا تزال تواجه ثورتنا، لكن الشعب السوري عرف طريقه، وسيستمر في الائتلاف بتمثيل ثورة الشعب السوري وتقديم العون للمحاصرين واللاجئين، وسنسقط نظام الأسد الذي هو مصدر معاناة الشعب ونضع أسس الدولة الجديدة التي تحترم حقوق مواطنيها، وتوفر لهم الكرامة والعدالة والعيش الكريم». وطالب في بيان «العالم في أن يثق بقدرة الشعب السوري على إكمال الثورة التي أذهل شبابها العالم بشجاعتهم، وعلى الجميع أن يدركوا بأن واجبنا تجاه من ضحى بحياته من أجل سورية يتمثل في بناء الدولة التي حلم بها هؤلاء الأبطال بعد التخلص من نظام الأسد».