أكد رئيس «القائمة العراقية» إياد علاوي أن اتهامات رئيس الحكومة نوري المالكي للسعودية الأسبوع الماضي بدعم الإرهاب «لا تمثل رأي الشعب العراقي»، مشيراً إلى أن «الكل يستغرب إطلاق التصريحات في ظل مواجهة السعودية للإرهاب». وشدد على أن الأوضاع في بلاده تزداد توتراً، وأن «الحل سيكون في إيجاد حكومة وطنية جديدة خلال الانتخابات المقبلة»، داعياً إلى مزيد من التعاون مع دول الخليج العربي. وقال علاوي ل «الحياة» أمس، رداً على الاتهامات المتكررة من المسؤولين العراقيين للسعودية بدعم الإرهاب في بلادهم، وآخرها تصريحات المالكي: «الحقيقة أننا في العراق نستغرب هذه الاتهامات في هذا التوقيت الذي نجحت المملكة بتحجيم الإرهاب، وهذا موضوع عار من الصحة، والقضية لا تعدو كونها تغطية لفشل الحكومة التي توجهت إلى نقد الدول العربية، ونحن لسنا طرفاً في هذا الأمر، ونقدّر ما قامت به السعودية في حربها على الإرهاب». وأضاف: «الأكيد أن تصريحات المالكي لا تعكس رأي الشعب العراقي، ونحن اعتدنا عليها، وإن شاء الله ستعود العلاقات السعودية- العراقية إلى طبيعتها، بنّاءة وأخوية». وعن إعلان السعودية قائمة التنظيمات المتطرفة قال: «أنا أمثل الائتلاف الوطني الذي يغطي البلد كله، وأتحدث باسمه. أحيي القرار وأعتبره خطوة كبيرة لقطع دابر الإرهاب وتحجيمه، وأدعو الدول الإسلامية والعربية -من دون استثناء- إلى أن تتجه إلى هذا الأمر، وأنا دائماً أردد أن السعودية كانت ولا تزال هدفاً للإرهاب والإرهابيين. وأثناء ترؤسي الحكومة العراقية كان هناك تعاون مع السعودية في ميادين كثيرة، منها ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتنسيق السياسي ودعم الجهود العراقية للخروج من المأزق، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، مثل مشاركة المملكة في مؤتمر شرم الشيخ الأول الذي كان مبادرة مني شخصياً لدول جوار العراق وبإشراف الأممالمتحدة وبحضور دولي واسع، إلى منظمات إسلامية وأوروبية، شاركت المملكة فيه بفاعلية كبيرة مع وضع المنطقة، ولكن للأسف لم يتكرر، وكان من المفترض بالحكومات التي جاءت بعدي أن تكرر ذلك المؤتمر، ولكن هذا لم يحدث هذا». وتابع إن «النموذج الثاني هو دور السعودية في مؤتمر البلدان المانحة في مدريد ودعمها الاقتصاد العراقي ليستعيد عافيته وإمكاناته، والسعودية استقبلت رئيس الوزراء الحالي وحاولت أن ترسم معه معالم طريق إيجابية، لكن ذلك لم يحدث». وعن الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق، قال علاوي إن «البلاد تتجه إلى الأسوأ في حال استمرار الفشل السياسي. هناك فشل في العملية السياسية بالكامل، وفشل على صعيد المصالحة الوطنية، وعلى مستوى الإدارة والشراكة الوطنية، وكذلك ملف الاقتصاد الذي تعاني منه البلاد، والتصدي للإرهاب والإرهابيين، وإدارة الأمور السياسية بنفَس طائفي». ورأى أن «حل هذه المشكلات يكون في تغيير الحكومةإ إذ إن العراق يخسر أكثر من ألف شهيد في الشهر، وثلث المجتمع يعيش تحت خط الفقر والخدمات منعدمة». وعن أزمة الأنبار الأخيرة، قال إنها «نموذج للفشل السياسي والأمني، وكان يجب أن تُحل وفق إطارين: الأول المصالحة الوطنية والسياسية وتعبئة الجماهير ضد التطرف، والثاني أن قواعد الاشتباك للجيش العراقي يجب أن تكون داعش والقاعدة وقوى التطرف، وليس المدنيين والأبرياء والعشائر الأبية». ولفت إلى أن بلاده عرضة للتدخل الإيراني، وذلك نتيجة «وجود أنصار لهذا المشروع»، وقال إن «التدخل الإقليمي لا يمكن أن يحصل لولا الأنصار، وللأسف عندما دُمر العراق أصبح عرضة للتدخل الدولي، بخاصة من الجارة الشرقيةإيران بشكل واسع، علماً بأننا لا نحمل أي ضغينة تجاهها، وإن لم تحكم جهة وطنية سيبقى العراق عرضة للتدخلات الخارجية، وهذا يعصف بوحدته ويفتح شهية دول أخرى». وعن الأزمة السورية التي بدأت عامها الرابع، قال علاوي إن «الشعب العراقي مع الشعب السوري، ويتهيأ لتحقيق أهدافه ونصرته. والدول العربية والإسلامية مطالَبة بدعم الشعب السوري فمأساته تجاوزت كل الحدود المعقولة والمقبولة في التاريخ المعاصر والمكتوب».