لا ينسى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو اليوم الأول الذي وطأت قدماه نادي تشلسي، إذ استقبله مشجعان متعصبان ل«البلوز» ووجها إليه كلمات مازالت عالقة في ذهنه حتى اليوم... «لا نريدك هنا». ربما تبدو هذه الكلمات أنها لا تصدق اليوم قياساً إلى مدى الشعبية الجارفة التي يتمتع بها «السبيشال وان» في «ستامفورد بريدج»، لكنه لم يكن كذلك في صيف 2004، عندما ارتبط اسمه بخلافة مدرب الفريق حينها الإيطالي كلاوديو رانييري، ليلاقي استقبالاً بارداً عندما جاء للمرة الأولى إلى مقر النادي لمتابعة إحدى مبارياته، ويقول مورينيو متذكراً: «جئت إلى ستامفورد بريدج عام 2004 لمشاهدة مباراة تشلسي ضد موناكو، وكانت تنتشر حينها الإشاعات عن أنني سأكون المدرب المقبل لتشلسي... كنت أسير في قرية تشلسي التي يقع فيها ملعب ستامفورد بريدج وأيضاً مقر إقامتي في الفندق التابع للنادي، وكنت في طريقي إلى مدخل الاستاد للحصول على بطاقتي ودخول المدرجات قبل أن يعترض طريقي رجلان صرخا في وجهي قائلين: «لا نريدك هنا... نحن نعشق رانييري». وأكمل المدرب البرتغالي: «حينها نظر مساعدي إلي وقال: ستكون لدينا مشكلة كبيرة! فقلت: لا..لا تقلق، فالجماهير هنا تعشق مدربيها، وربما في يوم من الأيام سيمتد عشق رانييري إلينا». ويعترف مورينيو بأن هذه الحادثة كانت الأولى إضافة إلى عدد من الحوادث واللحظات التي أكدت له أن جماهير تشلسي أوفياء جداً ويعشقون ناديهم، وقال: «هم يساندون المدرب ويقفون إلى جانب اللاعبين، وهم أوفياء جداً لمن يرتدي قميص الفريق، وهناك أمثلة كثيرة على لاعبين أخفقوا في البروز وآخرين فشلوا في التأقلم، وأنا أتذكر المهاجم ماتيا كيزمان الذي سجل هدفه الأول للفريق في (كانون الأول) ديسمبر، أي بعد أربعة أشهر من الدوري، وكان من ركلة جزاء ضد نيوكاسل، ولم يؤثر حتى في النتيجة النهائية لأننا كنا فائزين (3-0)، وكان الهدف هو الأول له، واحتفلت الجماهير بهذا الهدف وكأنه هدف في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وكانت دائما تقف إلى جانبه وتسانده، على رغم أنه لم يسجل أهدافاً عدة، وفشل في التأقلم مع الحياة في لندن ومع أسلوب اللعب في الكرة الإنكليزية، لكنه دائماً يقاتل بشراسة لأجل الفريق، والجماهير قدرت هذا الأمر». واعترف مورينيو بأن عشق الجماهير له وتأييدها الدائم له، حتى عندما كان يدرب فرقاً أخرى، جعلته لا يفكر مرتين في العودة إلى النادي الصيف الماضي، حتى إنه اصطحب كل عائلته إلى ملعب «ستامفورد بريدج» لمشاهدة مباراته الأولى مع تشلسي هذا الموسم ضد هال، كي يستوعبوا العلاقة الوطيدة التي تربطه بالنادي والجماهير، ويقول: «نعم اصطحبت عائلتي معي إلى هذه المباراة وأنا عادة لا أفعل، ابني فقط يأتي إلى المدرجات، أما زوجتي وابنتي فلا تحضران، لكن هذه المرة طلبت إليهم أن يأتوا جميعاً، كي يتفهموا بصورة أوضح لماذا كنت مصراً على العودة إلى تشلسي؟ وفعلاً شعروا مباشرة بهذا الإحساس وبما يعنيه النادي لي، ورأوا محبة الجماهير واللاعبين... فعلاً تذوقوا طعم أجواء المباريات المثيرة والكرة الإنكليزية الجميلة... جعلتهم يأتون فقط لأجل هذا الشعور، ولهذا قلت في أول مؤتمر صحافي: إنني سعيد بعودتي، ولم أقل (الأوحد)، وإنما قلت (الأسعد)». يذكر أن تشلسي يتصدر الدوري الإنكليزي بفارق سبع نقاط عن صاحبي المركز الثاني والثالث ليفربول وأرسنال، اللذين لعبا مباراة أقل، ويبتعد بفارق تسع نقاط عن مانشستر سيتي الذي يملك ثلاث مباريات مؤجلة.