فيما كانت أشهر فصائل الحمام تستعرض مميزاتها وجمالها على منصة العرض في «الملتقى الخليجي لطيور الزينة»، في محافظة القطيف، كانت كواليس القاعة تشهد صفقات بيع وشراء، فاقت قيمتها مئات الآلاف من الريالات. فيما راوحت تقديرات المنظمين لقيمة الطيور المشاركة التي فاق عددها 1100 طائر، بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين ريال. وكانت «الحياة» شاهدة على صفقة تمت في الملتقى، بين مشتر سعودي وبائع خليجي، بيعت خلالها حمامة ب50 ألف ريال! فيما اشترى أحد المربين أنثى حمامة من نوع «اللونق فيس» ب20 ألفاً. وقال المشتري: «سأقوم بتزويجها من طائر من الفصيلة ذاتها لأبيع إنتاجهما. وأتوقع أن يتجاوز سعر أفراخهما 50 ألف ريال». ويقر علي البراهيم، وهو أحد أبرز مربي الحمام على مستوى المملكة، بأن تلك الأسعار «مُبالغ فيها». وقال ل «الحياة»: «شهد الملتقى بيع حمامة من نوع «البخاري» ب30 ألف ريال، والسعر ذاته أحرزته أخرى من نوع «لونق فيس». لكنه عاد ليقول إن «المشترين من محترفي تربية الحمام هم الذين يعرفون قيمة تلك الطيور. كما يعرفون كيف يستردون المبلغ وأضعافه أيضاً، من خلال بيع إنتاج هذه الطيور». ولم يقتصر الملتقى، على مربي الحمام السعوديين، إذ شهد مشاركة خليجية لافتة، خصوصاً من الكويتيين والبحرينيين والقطريين. كما استقطب الملتقى مقيمين عرباً وغربيين، بعضهم جاء من خارج المنطقة الشرقية، خصيصاً للمشاركة في الملتقى. ولم تقتصر المشاركة الأوروبية على متابعة العروض، فلقد شهد الملتقى مشاركة تحكيمية من أربعة حكام أجانب، ساهموا في تقويم الطيور وفق المواصفات العالمية المعروفة. وأكد الحكم العالمي الهولندي ديكي هامي أن «السعودية تمتلك طيوراً تستطيع المنافسة. إلا أن فارق الخبرة وعدم الاهتمام بنظافة الطيور يجعلان الدول الأوروبية هي الأبرز»، مؤكداً أن المملكة «مقبلة على مستويات متقدمة، لو حرص المشاركون على الالتزام بالمواصفات العالمية». وقال زميله الحكم الدنمركي كلاوس جينسن ل «الحياة»: «انبهرت بكثافة الحضور، واهتمام الشباب بهذه الهواية». ولفت إلى أن «معظم المربين والمهتمين بالطيور في أوروبا من كبار السن. لكن هنا رأيت شباناً يتعلقون بهذه الهواية». وأضاف: «رأيت عدداً من الطيور المميزة، إلا أن الخبرة تنقص أصحابها، بدليل استقطابهم لحكام أجانب، إضافة إلى فارق الخبرة وعوامل الطقس وعدم وجود أندية رسمية، كل ذلك يرجّح أفضلية الدول الأوروبية عليهم».