هل صحيح ان العرب - كما يقول الغربيون – لا يتصفون بروح النكتة وليس عندهم أدب فكاهي أو ساخر أو مسرح كوميدي؟ هذه الإشكالية يطرحها العميد الركن هشام جابر في كتابه الصادر أخيراً عن «الشركة العالمية للكتاب» في بيروت، بعنوان: «النكتة السياسية عند العرب: بين السخرية البريئة والحرب النفسية». يحاول المؤلف في كتابه ان ينفي تلك التهمة «المغرضة» عن العرب، التي تهدف من جملة ما تهدف إليه، إلى تشويه شخصية العربي وإظهاره على انه إنسان ذو شخصية مريضة معقدة ومتشائمة سمتها الخوف من كل شيء. الكتاب هو دراسة معمقة وموثقة استغرقت من المؤلف جهداً كبيراً استمر سنوات... وأثمر 331 صفحة من القطع الوسط. ويعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص في تقديمه للكتاب ان «السخرية السياسية في المشرق العربي موضوع طريف، ولكنه أيضاً يحمل من المعاني ما لا يمكن تجاهله»، مشيراً إلى ان «الظرف السياسي هو وسيلة للتعبير الاعتراضي يلجأ إليها المواطن أحياناً كثيرة عندما لا يجد للنقد المباشر متسعاً في الحياة العامة». ويرى جابر أن الغاية من كتابه هي الدخول إلى عالم السخرية السياسية، من باب علمي وتحديد الأساليب من دون إغفال الدوافع والأهداف والنتائج. فنادراً ما عولج هذا الموضوع في العالم العربي، ربما خشية من انتقام من في يدهم سلطة والذين لا يقبلون المزاج، أو انسجاماً مع نصيحة الإمام علي بن أبي طالب، الذي قال: «لا تمازح الكريم فيحقد عليك، ولا الدنيء فيتجرأ عليك».