أعاد محافظ المصرف المركزي الإيطالي، إينياتسيو فيسكو، إلى الأذهان ما كان يردّده الاقتصادي والوزير السابق تومازو بادوا سكيوبا، فقال أن «التعامل مع المعضلات الواسعة برؤية ضيّقة وقصيرة الأمد، خطأ لا يُغتفر بالنسبة إلى بلادنا وأوروبا، وعليهما الردّ على ذلك كله في الشكل المناسب». وأضاف فيسكو في حديث الى صحيفة «كورّييري ديلا سيرا»: «ثمة ضرورة لأن تتجاوز الدول الأوروبية ريبَها وشكوكها الراكدة» في إطار علاقاتها، لمواجهة ظواهر شبيهة بمعضلة الهجرة الحالية: «إذْ لا ينبغي علينا انتظار حدوث الكوارث حتى نلجأ إلى التعامل مع الأزمة الناتجة منها»، وهو ما يصحّ، في رأي فيسكو، على المتغيّرات البيئية أيضاً. وأكّد أن «من الجوهري والضروري الاستثمار في إطار المعرفة». وبمقدار ما يتعلّق الأمر بإيطاليا، فإن فيسكو يشدّد على أنها تمكّنت من التعامل الإيجابي مع الأزمة، «فعلى رغم كونها أزمة تسبّبت في فقدان نحو عشر نقاط مئويّة من الناتج المحلّي الإجمالي، فإننا لم نشهد أزمات مصرفية كبيرة». ودعا المصرف المركزي الأوروبي إيطاليا، إلى الاستفادة من قيمة الأموال المُدّخرة نتيجة الانخفاض المتواتر لنسب الفائدة التي تدفعها الخزينة الإيطالية عن قروضها لتقليص الدين العام، ولجعل البلاد أقلّ عُرضة للاهتزازات القائمة والمحتملة. وسجل الفارق في نسب الفوائد المدفوعة على السندات العشرية الإيطالية قياساً إلى تلك المعمول بها على السندات الألمانية، تراجعاً متواتراً بلغ 500 في المئة خلال العامين الأخيرين ليصل إلى ما دون 120 نقطة، ما وفّر مبالغ كبيرة من المدّخرات الناتجة من انخفاض الفوائد. وافتتحت الأسواق الإيطالية أمس تعاملاتها بفارق 113 نقطة بين السندات العشرية الإيطالية و «البوند» الألماني، وفائدة نسبتها 1.90 في المئة. وسجّل فارق السندات الإسبانية «البونوس» عن «البوند» الألماني 135 نقطة وبعائد فائدة نسبته 2.11 في المئة.