تشكّل السنوات الخمس المقبلة فترة مفصلية حاسمة للمؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق بتبني تقنيات الجيل المقبل، التي من شأنها تعزيز تعليم الطلاب وتحسين القدرة على تحمّل التكاليف ورفع القدرة التنافسية على الصعيد الإقليمي، وفقاً لما أكد خبراء في القطاع في إطار الاستعدادات لعقد «أسبوع جيتكس للتقنية 2015» الشهر المقبل. وأكد تقرير أصدرته مؤسسة «ألبن كابيتال» أن الإنفاق السنوي لدول المنطقة على القطاع يصل إلى 150 بليون دولار، مشيراً إلى أن «التعليم المعتمد على التقنية يشكّل أولوية لتعزيز الابتكار وتلبية مطالب الطلاب ومعالجة البطالة». وتشمل التقنيات التعليمية الحديثة، وفقاً لتقرير صادر عن «فروست أند سوليفان» للبحوث، ما يُعرف بالدورات التعليمية المفتوحة عبر الإنترنت، والتي تتيح الوصول إلى محاضرات تعليمية في أماكن بعيدة جغرافياً، والطباعة الثلاثية البعد ومختبرات الواقع الافتراضي المعزز في الفصول الدراسية. وتعمل المؤسسات، على صعيد العمليات النهائية، على نشر تحليلات التعلّم المتطورة من أجل وضع استراتيجيات التعلّم ذات السمات المتخصصة، والاستفادة من قدرات الحوسبة السحابية في استضافة الموارد التعليمية الإلكترونية والمشاريع المعتمدة على الاتصالات عبر الأجهزة المتنقلة. وقالت النائب الأول لرئيس «مركز دبي التجاري العالمي» تريكسي لوه ميرماند «الشباب في منطقة الشرق الأوسط يدمجون التقنيات في حياتهم اليومية»، معتبرة أن «السنوات الخمس المقبلة ستكون «مرحلة حاسمة للمؤسسات التعليمية في المنطقة لتسخير الطاقات التي ينطوي عليها تفاعل الطلاب مع تلك التقنيات». وأضافت: «يمكن لجهات التعليم والتدريب المشاركة في أسبوع جيتكس للتقنية 2015 الاطلاع على التقنيات التي تسمح للطلاب الحصول على تعليم أكثر تخصّصاً وأقل كلفة، وتدريب الجيل المقبل من قادة القوة العاملة المستند إلى التقنيات الذكية وإنترنت الأشياء، والتي تبدأ من تبادل المحتوى الذكي وتصل إلى التقويم الفوري لمستوى التحصيل العملي». وقدمت دول الخليج مبادرات تعليمية معتمدة على أحدث تقنيات التعليم، تشمل مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي في دولة الإمارات، والتي تهدف إلى تقديم أجهزة لوحية لجميع تلامذة المدارس الحكومية بحلول عام 2017، ومشروع الحقيبة الإلكترونية الذي أطلقه المجلس الأعلى للتعليم في دولة قطر، والذي يقدّم الأجهزة اللوحية للطلبة والمعلمين لتعزيز العملية التعليمية وتخفيف وزن الحقيبة المدرسية. وبات أكثر من 90 في المئة من المؤسسات التعليمية في دول الخليج يستخدم أجهزة الحاسوب المحمولة واللوحية، في حين تعتمد 60 في المئة منها السياسات التي تتيح للطلاب جلب أجهزتهم المتنقلة، وفقاً لشركة «آي دي سي» للبحوث. وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «جاكيس» لحلول الأعمال أشيش بنجابي «تقنيات الطباعة الثلاثية البعد باتت في صدارة الحلول التي تعطي الطلاب أفضلية ومزايا تنافسية لقدرتها الفريدة على دعم وتغذية أفكارهم الإبداعية، وتطوير قدراتهم التصميمية، ومساعدتهم في ربطها بحياتهم وحياة الناس». ويُنتظر أن يشارك عارضون معنيون بأحدث التطورات التقنية في مجال التعليم، في أسبوع «جيتكس للتقنية 2015» بين 18 و22 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في «مركز دبي التجاري العالمي»، كما يشارك عدد من الخبراء وأصحاب الرؤى في مجال التعليم من مؤسسات أكاديمية دولية مرموقة، في مؤتمر التعليم الذي يعقد في إطار مؤتمرات «جيتكس تك فيرتشوالز» المتخصصة بتقنيات القطاعات، تحت مظلة «جيتكس»، لمناقشة أحدث التوجهات التقنية المستخدمة في قطاع التعليم.