تطوعت فتيات سعوديات مع "هيئة الهلال الأحمر السعودي" لتقديم خدمات إسعافية وطبية للمعتمرات والحاجّات في المشاعر المقدسة، خصوصاً موسميّ الحج والعمرة. وقالت نائب رئيس الفريق التطوعي غفران العقيلي، إن التطوع "بدأ في الهلال الأحمر منذ عشر سنوات من طريق مجموعات تطوعية عدة، مثل فريق رفيدة الذي كان يقدم خدماته للمعتمرات خلال شهر رمضان المبارك، ثم أصبحت هناك فرق مختلفة مثل فريقي زبيدة ونسيبة لخدمة الحجاج والإنقاذ من الكوارث". وأوضحت أن "المتطوعات المتقدمات للعمل في موسم الحج الجاري، أغلبهن من طالبات الكليات الصحية، طب، طب أسنان، صيدلة وتمريض، وبعد اختيار المتطوعات يتم إدخالهن دورات تدريبية وورش عمل لتعريفهم بالحالات التي قد تواجههن وتدريبهن على الأجهزة المستخدمة وتهيئتهن للعمل الميداني". وأشارت إلى أن "إمارة منطقة مكةالمكرمة وفرت للمتطوعات سيارات لنقلهن من جدةومكة إلى المشاعر المقدسة والعكس، بالإضافة إلى إعطائهن تصاريح لتسهيل عملهن". وأعلن والد إحدى المتطوعات أنه يشعر ب"الفخر" لكون ابنته تعمل "لخدمة حجاج البيت الحرام، فهي بذلك تكتسب الخبرة، بالإضافة إلى أن العمل في المشاعر المقدسة مسؤولية وشرف عظيم لنا. دائماً كنت أدعمها وأدعو لها وأساندها لتشارك في السنوات المقبلة". وقالت رجاء، والدة إحدى المتطوعات: "أشجعها دائماً لتستمر في المشاركة بهذا العمل النبيل". وروت ندى طاهر، وهي طالبة امتياز في كلية "ابن سينا" ومشرفة ميدانية في الفريق، إحدى أكثر القصص تأثيراً في نفسها، بحسب قولها: "أول عام شاركت فيه، كانت هناك امرأة مسنة كفيفة من مصر تحتاج إلى مسكن للصداع، وبعد إعطائها، جلست إلى جوارنا لترتاح وأحضرت لها من ماء زمزم فسألتني عن اسمي فأخبرتها، فقالت إنها كانت لديها ابنة تحمل الإسم نفسه توفيت قبل سنتين، وإنها تحجّ هذا العام عنها. وقتها عجز لساني عن التعبير، وظلت تدعي لي وللفتيات ولابنتها رحمها الله، وعيناها مليئتان بالدموع، لحظتها لم أتمالك نفسي وكانت الدموع سيدة الموقف". من جانبها، أكدت الممرضة في "مدينة الملك عبد العزيز الطبية" في جدة مشاعل الشمراني، وهي مشرفة ميدانية في الفريق، أن "البسمة والشعور بالفرح والراحة في عيون الحاجّات كونهن يتطببن على أيدي نساء، تجعلني سعيدة وفخورة بما أقوم به"، مشيرة إلى أن "عبارات التشجيع من الحجاج ودعواتهم، هي ما تدفعني كل عام للانضمام إلى الفريق".