عبرت بعثة لجنة حقوق الإنسان العربية (الميثاق)، التي أنهت مهمة ميدانية للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في عدن، عن قلقها مما وصفته ب«الممارسات اللا إنسانية للميليشيات، ومخالفتها القانون الدولي والإنساني التي شملت التعذيب والإعدام خارج القانون، والاعتقال التعسفي وحالات اختفاء قسري، وتجنيد إجباري للأطفال ضمن هذه الميليشيات، وأعمال التخريب والسلب والتهجير القسري للمدنيين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها في المناطق المحاصرة». ولفتت البعثة إلى «مخاوف كبيرة جراء تفاقم الوضع الأمني والإنساني في الجمهورية اليمينة، وبروز مشكلة اللجوء والنزوح»، مناشدة الدول العربية والمؤسسات والهيئات الدولية والمجتمع الدولي ل«زيادة حجم الإغاثة الإنسانية المقدمة إلى الشعب اليمني عموماً، واللاجئين والنازحين خصوصاً». وتوعدت اللجنة التي ستقوم بنقل التقرير إلى المفوض السامي رئيس مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ونقل المشاهدات التي رصدوها في اليمن إلى المنظمات الدولية، بملاحقة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان مشددة على أنهم «لن يفلتوا من طائلة الملاحقة». واتهمت المتمردين الحوثيين وحلفاءهم، بأنهم كانوا «سبباً في كل مآسي الشعب اليمني». من جهته، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي، الذي كان عضواً في الوفد الحقوقي الذي زار عدن، ل«الحياة»: «إن وفد اللجنة بصدد استكمال التقرير النهائي للزيارة، ومتابعة حال حقوق الإنسان في اليمن كافة، بشكل عام». وأكد أن اللجنة ستقوم ب«رصد الانتهاكات وتقديم المتسببين فيها إلى العدالة»، مبيناً أن من أبرز الانتهاكات التي رصدتها اللجنة على لسان المواطنين في عدن، «قيام الميليشيات المسلحة بإعدام المدنيين، والاختفاء القسري، واستغلال الأطفال في العمليات المسلحة، واستهداف الأبنية والمنازل في شكل مباشر». وأضاف اليامي: «إن اللجنة نقلت إلى المفوض السامي رئيس مجلس حقوق الإنسان، حجم الدمار والمعاناة الإنسانية للمواطنين في عدن»، مشيراً إلى أهمية «تضافر جهود المنظمات الدولية مع الدور الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، للتخفيف من معاناة الشعب اليمني». وأكّد حرص اللجنة على «نقل المشاهدات التي رصدوها في اليمن إلى المنظمات الدولية»، محذراً من التقارير «المغلوطة» التي تصدر عن الأوضاع الإنسانية والسياسية في اليمن. وأفاد بأنهم دعوا رئيس مجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة «التأكد من صدقية التقارير التي تصل إليهم، وأهمية تلقيها من مصادر موثوق بها، بعيداً عن المعلومات المغلوطة التي يتم نقلها عن الأوضاع السياسية والإنسانية هناك، إذ حرصت اللجنة على الوقوف ميدانياً على الأوضاع في عدن»، لافتاً إلى حرص اللجنة على «حشد المجتمع الدولي، بهدف إعادة الاستقرار إلى اليمن». (للمزيد).