قال باحثون بريطانيون إن بدء اليوم الدراسي عند الساعة العاشرة صباحاً يتناسب مع الساعة البيولوجية لدى الطلاب، وبخاصة لدى المراهقين. وذكر موقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أن الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة "أوكسفورد" البريطانية، تشير إلى أن المجتمع يولي اهتماماً قليلاً جداً للساعة البيولوجية للجسم، والمراهقون خصوصاً يملكون ساعة بيولوجية ذات إيقاع متأخر، ما يعني أن الإصرار على بدء موعد الدراسة في وقت باكر جداً يسبب لهم حرماناً من النوم، ما يحدّ من قدراتهم على التركيز، ويؤثر سلباً على صحتهم. وأوضح الدكتور بول كيلي، أحد القائمين على الدراسة، ضمن نقاش مع خبراء في "مهرجان العلوم البريطاني" والذي أقيم بين السابع والعاشر من أيلول (سبتمبر) الحالي في برادفورد شمال إنكلترا، إن "المراهقين يفقدون ساعتين من النوم كل يوم، وهو ما يعد قضية اجتماعية ليست ببسيطة". ويعمل الدكتور بيلي مع زملائه في جامعة "أوكسفورد" على دراسة تحمل عنوان: "تين سليب" (نوم المراهقين)، وتشمل 100 متطوع من مختلف أنحاء بريطانيا ليشاركوا في ما أسماه "أكبر تجربة عشوائية في العالم". وذكر الباحثون أن "ساعتنا البيولوجية عبارة عن دائرة يومية تقود بانتظام الارتفاع والانخفاض في جينات معينة بالتزامن مع المد والجزر للأداء الإدراكي لدينا وعمليات الأيض في أجسامنا"، موضحين أنه "في غالبية مراحل حياتنا وخصوصاً في مرحلة المراهقة، هناك عدم تطابق بين هذا الإيقاع ويوم العمل العادي". قال كيلي، إن "الساعة البيولوجية لغالبية الناس من سن 10 حتى 55 عاماً ، لا تتناسب مع بدء اليوم والمهمات في وقت مبكر جداً". وأشار إلى أن "كثيراً من الناس يستيقظون على صوت المنبه، ما يعني أنهم لا يستيقظون في شكل طبيعي في الوقت المناسب لساعتهم البيولوجية". وتابع كيلي: "لدينا مجتمع محروم من النوم والاستيقاظ في الوقت المناسب لساعته البيولوجية، والفئة المحصورة أعمارها بين 14 و24 سنة هم الأكثر حرماناً من النوم". وكشف فريق البحث الذي يضم الباحث في مجال النوم في جامعة "أوكسفورد" البروفيسور راسيل فوستر، إن "أيام الدراسة من المفترض أن تبدأ في المدارس من العاشرة صباحاً، وفي الجامعات من ال 11"، مؤكدين أنها "الأوقات الأفضل والتي تتناسب مع الساعة البيولوجية لدى المراهقين والبالغين". وأكد كيلي أنه "لا توجد نتائج سلبية من تأخير مواعيد الدراسة، كما أنه لا توجد نتائج إيجابية من تقديمها".