خمسة وثلاثون متراً من الارتفاع، ثلاث ثوان من السقوط الحر، ثم ارتطام عنيف على صفحة المياه الضحلة بسرعة 90 كيلومتراً في الساعة... هكذا يمارس غطاسو مدينة أكابولكو المكسيكية مهنتهم الخطرة الجاذبة للسياح. خورخي رامسيريس واحد من الغطاسين الذين يمارسون مهنتهم في أكابولكو على شاطئ المحيط الأطلسي. ويقول هذا الرجل الأربعيني: «ينبغي أن يحدد المرء شكل القفزة ثم يطلق نفسه في الهواء ويصوب الرأس بعد ذلك حركة الجسم». ولا بد من القفز بالتزامن مع وصول الموج إلى الشاطئ، وإلا تعرّض القافز للارتطام بالصخور. ورث خورخي مهنته هذه عن والده مونيكو (62 سنة)، وقد أمضى حياته مثل والده بين الصخور، وهو الآن ينقل هذا التقليد العائلي إلى ابنه أنطونيو. بدأ هذا التقليد في أكابولكو قبل 80 سنة حين تحدى الصيادون بعضهم بعضاً. بعد ذلك أصبح هذا التقليد مصدراً أساسياً لجذب السياح الى المدينة وشهرتها عبر العالم. أكثر ما يقلق القافزين ليس الخطر بل انحسار الحركة السياحية. فقبل عشر سنوات كانت 150 سفينة سياحية تحط رحالها في مرفأ أكابولكو سنوياً، لكنها اليوم لم تعد تتجاوز العشر. ومن الأسباب المؤدية إلى تراجع الحركة السياحية ارتفاع وتيرة الجرائم التي تجعل من هذه المدينة أعنف مدن المكسيك. ويذكّر ممارسو هذه المهنة بالعهد الذهبي الذي عاشته المدينة أيام تدفق السياح إليها، وتقاطر كبار مشاهير العالم إلى أكابولكو وتلة كيبرادا التي تشكل منصة الانطلاق في القفز على ارتفاع 35 متراً.