تبحث الإدارة الأميركية في اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة أميركية - روسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، يُخصص جزء منها للبحث في الأزمة السورية والدفع باتجاه تشكيل «مجموعة اتصال» دولية - إقليمية، في وقت يصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق في الساعات المقبلة للوصول إلى جواب نهائي في ما يتعلق بتشكيل لجان العمل الأربع بمشاركة ممثلين من النظام والمعارضة والمجتمع المدني. وذكر أن الكرملين اقترح على البيت الأبيض عقد قمة بين بوتين والرئيس باراك اوباما في نيويورك الأسبوع المقبل، للبحث في الوضع السوري بعد التعزيزات العسكرية الروسية الأخيرة وفي أحد أبعادها محاربة «داعش» بالتعاون مع القوات النظامية السورية. وكان موقع السفارة الاميركية في دمشق على «فايسبوك» نقل عن المبعوث الأميركي مايكل راتني قوله إن «الروس يقولون إنهم يريدون قتال «داعش» ولا أعتقد أن أي طرف حارب داعش أكثر منا. الروس لسوء الحظ يقولون إن بشار الأسد يجب (أن يكون) شريكاً في الحرب على داعش، فيما رؤيتنا تقوم على أنه لا يمكن القضاء على داعش وأن يكون الأسد جزءاً من هذا الجهد». وتابع: «إذا كانوا يعملون على مساعدة الأسد، نعتقد أنهم يرتكبون خطأ، لكن هناك الكثير من الأشياء التي ما زلنا نجهلها. يجب أن ننتظر أفعال الروس ويجب أن نعرف نياتهم في شكل جيد وما الذي يريدون أن يقوموا به. وقتذاك، بإمكاننا إجراء تقويم بمدى فعالية جهودنا في هذا النطاق». ويتحدث أكثر من طرف غربي عن أن روسيا تواصل تقديم الإمدادات العسكرية وتسعى إلى توفير غطاء جوي لقوات النظام في قتال «داعش». في حين يتم الحديث عن «سعي موسكو إلى تحقيق نصر عسكري خلال الأيام المقبلة ضد داعش، كأن تستعيد القوات النظامية مدينة تدمر أو الرقة من داعش، لإحداث نصر رمزي أمام الرأي العام». وذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال: «تدخلنا كي لا تسقط دمشق تحت سيطرة داعش»، مشيراً إلى وصول معدات ثقيلة إلى مطار المزة العسكري في الساعات الماضية ما يعني بدء الروس في قتال داعش والمساهمة في عمليات قتالية مع القوات النظامية»، وهو أمر تؤكد موسكو أنه لم يبدأ بعد، نافية التقارير عن مشاركة ميدانية لقوات روسية في القتال في سورية. في موازاة ذلك، تجري جهود روسية - أميركية لتشكيل «مجموعة الاتصال» الدولية - الاقليمية لدعم خطة دي ميستورا وعقد اللجان الأربع بموجب البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن الشهر الماضي. وستشكل هذه المجموعة غطاء لخطة دي ميستورا عقد اللجان الأربع، حيث يصل الى دمشق في الساعات المقبلة للوصول إلى اتفاق نهائي مع النظام ازاء إرسال ممثليه الى هذه اللجان بعدما نجح مساعدوه في تحقيق «بعض الاختراق» في لقائهم مع ممثلي المعارضة في تركيا. لكن فصائل مسلحة («أحرار الشام» و «جيش الإسلام») أعلنت في بيان أمس أن «بيان مجلس الأمن الداعي الى مفاوضات سياسية وتحقيق انتقال سياسي على أساس بيان جنيف وإنشاء هيئة حكم انتقالية، واضح لا لبس فيه، وندعو المبعوث الدولي إلى الشروع مباشرة بتنفيذ بيان جنيف محاطاً بضمانات اقليمية ودولية من دون اللجوء الى إجراءات ولجان مسبقة تستغرق فترة زمنية ينتج منها تفريغ بيان جنيف من محتواه»، مجددة التمسك ب «شرط رحيل الأسد وكل أركان نظامه». وكان دي ميستورا التقى في بروكسيل في الأيام الماضية مسؤولين اوروبيين ومسؤولي الملف السوري في هذه الدول للحصول على دعم دولهم لخطته لعقد اللجان الاربع وعملها في الاشهر الثلاثة المقبلة، إضافة الى تقديم الدعم المالي والفني الى عمل اللجان. وعلمت «الحياة» أن دي ميستورا سيعلن في 21 الشهر الجاري أسماء منسقي اللجان الأربع، وهم: رئيس ومدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية فولكر برتس ورئيس مجلس اللاجئين النروجي ومسؤول تحالف دولي للمنظمات الدولية يان اياغالان والسفيرة السويدية السابقة بريجيب هولتس - العاني ومساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا شيرا.