لليوم الثاني على التوالي، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، تحت غطاء من القنابل الصوتية والأعيرة المطاط، واعتقلت عدداً من المرابطين فيه الذين رفضوا الانصياع لأوامرها بإخلاء المسجد بعد انتهاء صلاة الفجر. (للمزيد) ودعا رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى «اجتماع طارئ» لحكومته للنظر في هذه الأحداث يعقد مساء اليوم الثلثاء عند نهاية عطلة رأس السنة العبرية، ويتوقع أن يشارك فيه وزراء الدفاع والأمن العام والعدل والمدعي العام للحكومة. وقال مسؤول: «ينظر رئيس الوزراء ببالغ الخطورة إلى ظاهرة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على المدنيين الإسرائيليين. وينوي محاربة ذلك باستخدام الوسائل كافة، بما في ذلك تشديد العقوبات وتنفيذها». وفي التفاصيل، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان لها إن القوات الإسرائيلية أغلقت أبواب المسجد القبلي بالسلاسل والأعمدة والأخشاب، واقتحمته عبر باب الجنائز، واعتقلت من داخله تسعة مرابطين. وأضافت: «استمر إغلاق وحصار المسجد الأقصى من الساعة 7:30 صباحاً حتى 11 قبل الظهر». وأشارت إلى أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد أثناء فترة إغلاقه، وأقامت احتفالات بحلول «السنة العبرية». وقال شهود إن حوالى 40 مستوطناً دخلوا باحات المسجد، في حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عدد السياح واليهود الذين دخلوا المسجد بلغ 500 زائر أمس. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية، منذ ساعات الفجر الأولى، معظم أبواب الأقصى باستثناء أبواب حطة والمجلس والسلسلة، وأقامت فيها حواجز، ومنعت المصلين الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة من دخوله، واشترطت عليهم تسليم هوياتهم على الأبواب لضمان خروجهم بعد انتهاء الصلاة حين فتحت الطريق أمام المستوطنين لدخوله. وكان المسجد الأقصى شهد أول من أمس مواجهات واسعة بين المصلين وقوات الاحتلال التي اقتحمته لإفراغه من المصلين وفتح الطريق أمام جماعات دينية يهودية للاحتفال بحلول السنة العبرية الجديدة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تحذيره من أن أي «استفزاز جديد» في القدس سيؤثر في العلاقات بين الأردن وإسرائيل. وكانت القوات الإسرائيلية أخرجت الحراس الأردنيين من ساحة الأقصى خلال المواجهات أول من أمس، علماً أن الأردن يشرف على المقدسات في القدسالمحتلة.