تسعى المراهقة البيروفية ريناتا فلوريس ريفيرا، صاحبة الصوت المخملي، إلى إحياء لغة كيتشوا المحلية، إحدى اللغات الأصلية للأميركتين، ومحاربة المعتقدات السائدة في شأنها، مستفيدة من انتشار مواقع الإنترنت. فقد حصدت هذه الفتاة، البالغة 14 سنة والمتحدرة من منطقة جبلية بيروفية، أكثر من مليون مشاهدة عبر «يوتيوب» منذ نشرها نسختها بلغة كيتشوا من أغنية «ذي واي يو مايك مي فيل» للمغني الأميركي الراحل مايكل جاكسون في 27 تموز (يوليو) الماضي. ويظهر الفيديو الفتاة صاحبة العينين اللوزيتين مرتدية سترة من الجينز وتنورة خاصة بالتلميذات مع قبعة تقليدية بيروفية تغطي الأذنين، وهي تؤدي الأغنية أمام آثار موقع فيلكاشوامان العائد إلى زمن حضارة الإنكا. وأعدت ريناتا هذا الفيديو كجزء من حملة «الشباب يتكلمون لغة كيتشوا أيضاً» الرامية إلى محاربة المفاهيم السائدة في شأن هذه اللغة التي ينظر إليها البعض على أنها رجعية وبالية. وواجهت الكيتشوا، وهي لغة حضارة الإنكا، حملات كبيرة ضدها منذ الاستعمار الإسباني للبيرو في القرن السادس عشر. وتقول فلوريس، المقيمة في مدينة هوامانغا عاصمة منطقة اياكوتشو في جنوب البيرو: «غنائي بلغة كيتشوا بمثابة جرس إنذار للتحذير من خطر اندثارها. الأطفال والشباب يخجلون من التحدث بها. هم يعتقدون أنها محصورة بالفقراء في جبال الأنديس». وتضيف: «قمنا بهذه الحملة بلغة كيتشوا كي يرى العالم أننا أصحاب هوية وفخورون بثقافتنا وبأننا لا نخجل جميعنا بثقافتنا أو بلغة كيتشوا». ويتحدث حوالى 3,6 مليون شخص من سكان البيرو، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، لغة كيتشوا خصوصاً في المناطق الجبلية. كما ينطق بها حوالى 4,4 مليون شخص في الإكوادور وبوليفيا والأرجنتين وكولومبيا والبرازيل. وتمثل كيتشوا في البيرو إحدى اللغات الرسمية إلى جانب الإسبانية. إلا أن خبراء يحذرون منذ سنوات من خطر النظرة الاجتماعية السلبية على بقاء هذه اللغة. وأطلقت الحملة التي تغني في إطارها فلوريس من جانب والدتها باتريسيا ريفيرا، وهي مدرسة موسيقى في سن الحادية والأربعين من عمرها.