شدد وزير المال اللبناني علي حسن خليل على أن «الظروف السياسيّة والأمنيّة الصعبة» التي يواجهها لبنان، تتطلب «تعزيز الثقة في مؤسسات الدولة بما يسمح بقيادة البلد نحو الأمان والاستقرار والنمو المستدام». وذكّر في كلمة ألقتها نيابة عنه مديرة معهد باسل فليحان لمياء المبيّض بساط، خلال احتفال في «قصر الصنوبر» باختتام الدورة الرابعة من برنامج اللقاءات العلمية المخصصة للكوادر العليا في الإدارة اللبنانية وإطلاق الخامسة، بأن «74 مسؤولاً من القطاعات المدنيّة والأمنيّة والقضائيّة شاركوا منذ عام 2010 في هذه اللقاءات العلمية، وسنحت لهم فرصة الاطلاع على المستجدّات والاستنارة بالممارسات الجيدة». وينظم المعهد هذه اللقاءات للسنة الخامسة بالتعاون مع «المعهد الوطني للإدارة» في فرنسا (ENA) وسفارة فرنسا في لبنان وبدعم من المعهد الفرنسي ومصرف «فرنسبنك». وإذ أكد سفير فرنسا في بيروت باتريس باولي أن «عصرنة الدولة تمرّ في تدريب العاملين فيها»، لاحظ أن «معهد باسل فليحان بنى استراتيجيته على هذا الاقتناع». لكن أبرز أن «التدريب لا يمكن اقتصاره على نخبة الإدارة العامة وتوجهه إلى رأس الهرم فحسب، بل من الأساسي أن يشمل أيضاً الفئة الوسيطة». ووصف هذه الفئة بأنها «الخزان الرافد للإدارة العامة بالمديرين العامين المستقبليين». واعتبر أن «هذه المسألة أساسية في إعادة بناء إدارة عامة فاعلة ونزيهة في لبنان»، مشيراً إلى أن «هذا الموضوع بدأ يثير اهتمام صناع القرار على أعلى المستويات». وأكد رئيس مجلس إدارة «فرنسبنك» عدنان القصّار، أن دعم المصرف لبرنامج اللقاءات «مبادرة تتناغم مع المسؤولية الاجتماعية التي يأخذها على عاتقه»، واضعاً كل إمكاناته «في خدمة تقوية أداء المؤسسات العامة لتفعيل دور الدولة». وأوضح مدير العلاقات الدولية في «المعهد الوطني للإدارة» في فرنسا بيار تينار، أن الموضوع الذي اختير هذه السنة وهو «القيادة في أوقات الأزمات الاقتصادية والمالية»، بات «يكتسب أهمية مضاعفة في الظرف الراهن، لأن العولمة والأزمة الاقتصادية أعادتا إبراز ضرورة تدخل الدولة للحد من مساوئ الفوضى الاقتصادية». وقال: «الدولة يجب أن تقود هذه الإصلاحات وهذا التغيير في مناخ يتطور باستمرار ويطرح تحديات جديدة أساسية كتحدي الطاقة، وهو موضوع المحاضرة الرابعة». ولفتت بساط إلى أن عدد المشاركين في الدفعات الخمس، «بلغ 98 من الكوادر العليا في الإدارة اللبنانية». وأوضحت أن أعمار غالبية المشاركين «تراوحت بين 40 و45 عاماً». ورأت في هذه الأرقام «مؤشراً إلى رغبة المسؤولين في الإدارة العامة اللبنانية في التعلّم والمشاركة في التغيير». وتحمل دورة 2014 عنوان «القيادة في أوقات الأزمات الاقتصادية والمالية»، وأطلقت عليها تسمية «دفعة جان مونيه».