وصف رئيس مجلس محافظة نينوى جبر العبد ربه أعمال استهداف المسيحيين التي بدأت تتصاعد اخيراً ب»السياسية» متهماً «أجندة من خارج الموصل» بالوقوف وراءها. وأعلنت الشرطة العراقية امس العثور على جثة المسيحي عدنان الدهان ملقية في حي الصديق بالموصل وعليها آثار طلقات نارية، وهذه خامس جريمة قتل يتعرض لها المسيحيون في الموصل خلال ايام. وأفادت مصادر أمنية أن الشرطة المحلية اتصلت بعائلة المغدور لتبلغهم بانها عثرت على جثته بعد اسبوع من خطفه. وقال العبد ربه ل «الحياة» إن «الحكومة المحلية في نينوى لا تعمل فقط على صعيد حماية المسيحيين بل جميع مواطني المحافظة مع مراعاة الخصوصية التي يتمتع بها المسيحيون في المدينة كونهم مكون اصيل في نينوى له مساهماته ودوره البارز في بناء المحافظة وتطويرها». وأضاف العبد ربه ان «هناك توجيهات مستمرة من قبلنا للاجهزة الامنية وقيادة عمليات نينوى لابداء اهتمام اكبر والتركيز على حماية المسيحيين». وزاد: «مسألة استهداف المسيحيين هي مسألة سياسية غير اعتباطية تقف وراءها أجندة من خارج حدود المحافظة». وكان رؤساء الطوائف المسيحية في العراق رفعوا مذكرة الى الحكومة المحلية في الموصل والحكومة الاتحادية في بغداد طالبوا فيها بضرورة السعي لحماية مسيحيي الموصل والكشف علناً عن العصابات التي تقف وراء عمليات استهدافهم. الى ذلك امتنعت قوائم انتخابية مسيحية عن تعليق دعايتها الانتخابية وملصقاتها في الموصل بسبب ما يتعرض له مسيحيو المدينة من حملات تصفية وقتل. وأفاد مسؤولون في أبرز قائمتين مسيحيتين هما «المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري» و»الرافدين» التي يترأسها النائب يونادم كنا أن قائمتيهما أمتنعتا عن تعليق ونشر الدعاية الانتخابية في مدينة الموصل احتجاجاً على ما يتعرض له المسيحيون من اعمال عنف ومجازر تستهدفهم. وأكد المسؤولون في القائمتين الى أنهم سيعتمدون اساليب أخرى للوصول الى الناخبين كتوزيع الجرائد واجراء لقاءات مباشرة. وتتجدد الحملات والجرائم التي تستهدف المسيحيين في مدينة الموصل بين فترة وأخرى حيث بدأت اولى حوادث الحملة الاخيرة مطلع كانون الاول (ديسمبر) الماضي، فيما تعرضت اكثر من ثلاثة آلاف عائلة مسيحية الى التهجير خلال الربع الاخير من عام 2008 وقتل العشرات من المسيحيين حينها. وينعكس الوضع السياسي المتردي في المدينة على الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين حيث يتخذها كل طرف كورقة رابحة يتهم بها الطرف المناويء له بالوقوف وراءها في ظل عدم تلمس أي اجراء ميداني. وتعزو اطراف سياسية مسيحية تصاعد اعمال العنف التي تستهدف مسيحيي الموصل الى قرب انتخابات برلمان العراق حيث تعرب عن اعتقادها بأن اعمال العنف تهدف الى منع المسيحيين من التصويت لقوائمهم الخاصة بالتمثيل النسبي (الكوتا) لصالح أطراف أخرى.