لا يكاد يخلو معسكر أو تجمع للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم في السنوات الأخيرة من الأحداث الدرامية، والأخطاء الإدارية التي توصف ب«الكوارثية»، التي قد يؤثر بعضها بصفة أو بأخرى على مسيرة «الأخضر». وكانت بطولة كأس آسيا الأخيرة في أستراليا مليئة بالأحداث التي رافقت بعثة «الأخضر» في ملبورن، بدءاً من الاشتباك اللفظي بين مهاجم المنتخب السعودي ناصر الشمراني ومشجع في المدرجات، تلته مشادة شاهدها الجميع في تدريب «الأخضر» بين المهاجمين نايف هزازي ومحمد السهلاوي. وتمّ قبلها إقالة الإدارة العليا ل«الأخضر» في بطولة الخليج التي استضافتها الرياض، بسبب أخطاء إدارية داخل تدريبات المنتخب، بعد السماح لإعلاميين محددين لاقتحام المعسكر المغلق والإدلاء بتصريحات رسمية. الأخطاء الإدارية لإدارة المنتخب السعودي لم تتوقف إلى هنا، بل تلا ذلك مباشرة غياب حارس المنتخب ونادي الأهلي عبدالله المعيوف عن معسكر المنتخب، الذي أقيم في مدينة الدمام استعداداً لمواجهة فلسطين في بداية التصفيات المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، ولم يصدر أي بيان من إدارة «الأخضر»، على رغم غياب اللاعب عن المباراة واستمرار إدراج اسمه في القائمة الرئيسة للمنتخب السعودي. وفتحت الرحلة الأخيرة للمنتخب السعودي إلى ماليزيا النار على إدارة المنتخب السعودي لكرة القدم، بعد الاشتباك الذي حصل بين المهاجم نايف هزازي وأحد المشجعين السعوديين هناك، مع غياب ملحوظ لإداريي «الأخضر»، بعد أن قام اللاعب بإيقاف المشجع ومصادرة هاتفه، الأمر لم يتوقف هنا، بل ازدادت الأمور جسامة بعد الأنباء التي أكدت مغادرة الثلاثي شايع شراحيلي وعبدالفتاح عسري وفهد المولد معسكر المنتخب بعد مباراة ماليزيا، التي كسبها الأول بهدفين في مقابل هدف على رغم عدم اكتمال دقائق المباراة بسبب أعمال الشغب الجماهيري. وأثناء عودة لاعبي «الأخضر» إلى الفندق، شدّد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد على اللاعبين بضرورة عدم مغادرة الفندق بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية والاحتجاجات التي تعيشها كوالالمبور، إلا أن ذلك لم يكن مقنعاً للثلاثي الذي غادر مقر المعسكر من دون إذن ولم يعودوا إلا فجر اليوم التالي. بعد كل ذلك أصدرت إدارة «الأخضر» بياناً إعلامياً أوضحت فيه أنها رفعت «تقريراً مفصلاً إلى الجهات المعنية في الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم عن حادثة خروج الثلاثي (فهد المولد، شايع شراحيلي، عبدالفتاح عسيري) من مقر إقامة معسكر المنتخب من دون إذن مسبق من إدارة المنتخب، في وقت متأخر بعد نهاية لقاء المنتخب الوطني أمام ماليزيا، وذلك لتوجيه ما يلزم بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في لائحة الانضباط والعقوبات للاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم المعتمدة من الاتحاد السعودي». هذه الأحداث وتكرار الأخطاء، قادت عدداً من أعضاء الاتحاد السعودي وفقاً لمعلومات تحصلت عليها «الحياة» إلى المطالبة بإحلال إدارة المنتخب الحالية والمطالبة بإدارة جديدة ومشرف عام، إذ من المنتظر أن يعقد مجلس إدارة الاتحاد السعودي أواخر الأسبوع المقبل اجتماعاً بهذا الشأن.