يحتل متحف الجنس البشري Musée de l'Homme مكانة مميزة في وسط ساحة تروكاديرو المطلة على نهر السين وعلى برج إيفل. وهو يحتل أحد أركان قصر شايوه الضخم المصنف في قائمة المباني الأثرية الفرنسية الممنوع المساس بها. أغلق المتحف أبوابه في العام 2009 (علماً أنه أنشئ في العام 1937) بهدف إعادة هيكلته من الألف إلى الياء وترميم كل أقسامه، على الأقل في ما يتعلق بالداخل بما أن الشكل الخارجي لا يمكن أن يخضع لأي تعديل بسبب التصنيف المذكور. وها هو متحف الجنس البشري يستعد لفتح أبوابه مرة جديدة بعد ست سنوات من الأشغال، وذلك في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلا أنه استقبل الزوار في شكل إستثنائي جداً إحتفالاً بالعيد الرسمي للمباني، الأمر الذي سمح للإعلام بإكتشافه في حلته الجديدة الرائعة التي تضعه في مرتبة أحد أهم المتاحف على المستوى العالمي، على الأقل بين تلك المتخصصة في تاريخ البشرية. وتتكامل أقسام متحف الجنس البشري في شكل مسلسل ومنطقي، على رغم ضخامة أرجائه. ويتمتع كل جزء فيه بهويته الفريدة نظراً الى ما يأتي به من معلومات، وينبعث التكامل المعني من وراء الهدف الموحد الذي تسعى الأجزاء كافة إلى إنجازه، وهو تقديم العدد الأكبر الممكن من الأدلة على تاريخ البشرية تحت شعار «المغامرة البشرية: كيف كنّا وكيف أصبحنا ومن نحن وإلى أين نحن متجهون». تحتل «قاعة البشر» ذات القبة الزجاجية الضخمة الملقبة بقبة «دافيو» مكانة مميزة في المتحف ويتسنى تسميتها بنجمة المعرض، إذا أخذنا في الإعتبار مساحتها الممتدة على 2500 متر مربع، وذلك في شكل ثلاثة طوابق زاخرة بالرسومات والصور والشهادات العلمية والتماثيل والآثار العائدة إلى مئات الآلاف من السنين مثل العظام والجماجم، عدا عن اللوحات المكتوبة التي تفسر في تفاصيل دقيقة جداً حكاية كل قطعة معروضة. وتولي إدارة المتحف أهمية قصوى إلى «قاعة البشر» هذه، معتبرة إياها المقياس الرسمي لمدى نجاح المتحف في حلته الجديدة.