قال مسؤولون إن ناشطين قوميين هاجموا أمس (الثلثاء) مقر الحزب الرئيس المؤيد للقضية الكردية في العاصمة أنقرة ومكاتبه في ستة مدن أخرى من البلاد، ما أدى إلى اشتعال نيران وإحداث أضرار جسيمة. وهاجم عشرات المتظاهرين القوميين مقر «حزب الشعوب الديموقراطي» المُقرّب من «حزب العمال الكردستاني» في العاصمة، وعرضت شبكة «سي إن إن تورك» التلفزيونية مشاهد ألقى فيها متظاهرون حجارة واقتلعوا لافتة الحزب. وكتب الحزب على «تويتر» أن «مقرنا يتعرض إلى هجوم، لكن الشرطة لا تقوم بواجبها». وتصاعد الدخان من المبنى وفرقت الشرطة في نهاية المطاف المتظاهرين، فيما كشفت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن النيران التهمت مكاتب عدة. وتتهم السلطات التركية «حزب الشعوب الديموقراطي» بأنه الذراع السياسية لمتمردي «العمال الكردستاني» الذي تعتبره تركيا وعدد من الدول الأخرى منظمةً إرهابية. وذكرت شبكة «سي أن أن تورك» أنه في مدينة آلانيا الساحلية جنوب البلاد، أُحرق المكتب المحلي ل «الشعوب الديموقراطي»، ونقلت الصحافة أن ألفي شخص يرفعون العلم التركي ساروا في تظاهرة نحو المبنى وتمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران. وتشنّ تركيا غاراتٍ جويةً وهجماتٍ بريةً ضد «العمال الكردستاني» على معاقله جنوب شرقي تركيا وشمال العراق منذ تموز (يوليو) الماضي، إلا أن الحزب رد بهجمات شبه يومية أدت إلى مقتل عشرات جنود ورجال شرطة أتراك. وأدى تجدد العنف إلى انهيار هدنة العام 2013 التي كانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام ينهي ثلاثة عقود من التمرد الذي أودى بحياة الآلاف. وأثارت هجمات «العمال الكردستاني» توتراً شديداً مع الأكراد في أنحاء تركيا، حيث يمثل الأكراد قرابة 20 في المئة من مجموع السكان البالغ تعداده 76 مليوناً. من جهة أخرى هاجم مئة من أنصار النظام أمس وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام مقر صحيفة «حرييت» في اسطنبول لاتهام الصحيفة بأنها معادية للرئيس رجب طيب أردوغان. وألقى المهاجمون الحجارة على المبنى محاولين اقتحام مكتب الصحيفة، غير أن الشرطة ردتهم على مسافة من المدخل وواصلوا إطلاق هتافات مؤيدة ل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم.