اصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماً قضى بالاعدام على كل من العسكري اللبناني المتقاعد في قوى الامن الداخلي الموقوف محمود قاسم رافع والفلسطيني الفار حسين خطاب في جرمي التعامل مع العدو الاسرائيلي ودس الدسائس لديه ومعاونته على فوز قواته واغتيال الاخوين مجذوب. ولم يبد رافع لحظة تلاوة الحكم اي رد فعل. وكانت المحكمة استمعت الى مرافعة ممثل النيابة العامة القاضي احمد عويدات ومرافعة وكيل رافع المحامي انطوان نعمة المكلف من نقابة المحامين الدفاع عن المتهم. وانعقدت الجلسة ظهراً برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني، وسط تدابير أمنية مشددة داخل القاعة وخارج قصر المحكمة، وبحضور وسائل اعلام لبنانية وعربية. وسجل للمرة الأولى منذ محاكمة رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» انطون سعادة في العام 1961، السماح للكاميرات بالتصوير والفيديو بتسجيل الجلسة، لكن ما إن انعقدت الجلسة، اعترض المحامي نعمة وكيل رافع طالباً عقد جلسة سرية، فردت المحكمة الطلب، وعادت ومنعت تسجيل الجلسة، في وقت تم التسجيل اثناء تلاوة الحكم. واستعرض ممثل النيابة العامة في مرافعته وقائع القضية وكيفية تأمين رافع نقل المدعو جورج والفلسطيني حسين خطاب الى موقع الجريمة، وتفخيخ باب السيارة التي تم تفجيرها بالأخوين مجذوب، منتهياً الى طلب انزال اشد العقوبات بحق رافع بإعدامه. ثم ترافع المحامي نعمة على مدى ساعة ونصف الساعة مفنداً المواد الجرمية الملاحق بها موكله والتي بحدود 18 مادة من قانون العقوبات. فرأى ان موكله لم يكن على علم بمخطط جورج وحسين خطاب، وان تعامله مع الاستخبارات الاسرائيلية جاء تحت وطأة الأمر الواقع. واعتبر نعمة ان التفجير تم بطريقة متطورة ومعقدة بواسطة الكومبيوتر، الأمر الذي يجهل رافع استعماله. وطغى على مرافعة نعمة الذي اعطاها عنوان «غضب السماء»، المناقشة القانونية للمواد الملاحق بها موكله، مفنداً كل مادة على حدة، ومنتهياً الى إبطال التعقبات بحق موكله من بعض المواد، وبراءته من مواد الارهاب والقتل، ومنحه اوسع الاسباب التخفيفية دفعاً للقوة الغالبة والاكراه المعنوي. ولم يعلق رافع على الحضور الكثيف للكاميرات ووسائل الاعلام، لكنه قال في مستهل الجلسة انه استدعي الى مخابرات الجيش وسئل عن محاميه، والى اي جهة سياسية يتبع، وأبلغوه ان 99 في المئة من المحامين توكلوا عن سمير جعجع في السابق، «فهل سيكون وكليك أرجل منهم؟»، وانتهى الى طلب البراءة.