ظروف مختلفة تجعل سوق كبار السن، ممن يسعون للاقتران بزوجات يصغرنهم سنين عدة، تحظى برواج لدى شريحة من الفتيات المقبلات على الزواج وبعض أفراد أسرهن، ليس آخرها ملابسات اقتران طفلة بريدة بزوجها الثمانيني، إضافة إلى الحصول على زوج مؤهل مادياً بعيداً عن هموم الشباب وإمكاناتهم المحدودة، وفي المقابل يرفض بعضهن بشكل قاطع مثل هذه الزيجات، ويتساءلن عما ستصنعه الفوارق العظيمة بين الأزواج في المستقبل. وذكرت ميساء (عشرينية) أنها رضيت بالزواج من رجل يعادل أباها سناً لأنه جاهز مادياً ويختصر عليها الوقت والجهد، وأنها كانت سعيدة في حفلة الزفاف وتسأل الجميع عن رأيهم في عريسها، مشيرة إلى أن الحضور لم يعرفوا أنه العريس إلا ببعض تصرفاته. وبسؤال أفراد أسرتها، تبين أن بعضهم سعداء بالزوج الذي وصفوه بالعاقل والحكيم، متخوفين أن تصيب «عين الحسود» ابنتهم وزوجها، وعلى حد قولهم فإن الزواج من رجل كبير السن أفضل من عدمه، وأنها اختارته من دون ضغط منهم، إلا واحدة كانت تبكي تأثراً بجمال العروس وفستانها الأبيض، وحزناً على اختيارها لهذا النوع من الزواج وعواقبه، فيما اعتبر آخرون قرار الزواج عائداً فقط للفتاة، وأن الكثير من الفتيات اللاتي يتزوجن من كبار السن يتمتعن بحياة أفضل من غيرهن، وأن هذا النوع من الارتباط ليس غريباً عن مجتمعاتنا، «فالزواج نصيب وأسرار لا يعلمها سوى الزوجين، والأيام وحدها كفيلة بإثبات صحة القرار أو خطئه». وتحدثت الطالبة الجامعية هند محمد أكثر من مرة عن رغبتها في الزواج من رجل أربعيني لتحيا بعيداً عن هموم وطموح الشباب، وقالت: «إن معظم الشباب الصغار يحتاجون إلى وقت طويل ليكونوا مستقبلهم، وهم بحاجة لزوجة بلا مطالب ولا مهر إن أمكن، كي تعاني معهم وتبني منزل الأسرة»، مشيرة إلى أنه من الأفضل أن تتزوج الفتاة من رجلٍ جاهز كي لا تقضي حياتها في شقاء وكدح. وفي تجربة مختلفة خاضتها أمل منصور بعد إنهائها المرحلة الثانوية، أوضحت أن زواجها من رجل ستيني ميسور، على رغم اقتناعها في البداية انتهى بعد 4 سنوات، وأنها خرجت منه كما دخلت بالفستان الذي ترتديه، بعد أن تنازلت عن حقوقها كي تحصل على الطلاق. وبحسب صديقتها إيمان سعد: «الطلاق كان النهاية المتوقعة لهذا الزواج لأسباب عدة أهمها إحساس الزوج بأنه اشتراها بالمهر الذي دفعه، وعدم التكافؤ بينهما من ناحية السن، فالزوجة كانت أصغر من بناته، بل في عمر أحفاده». وتضيف أن أهلها لعبوا دوراً في التأثير في قرارها، وأنها في النهاية عادت لهم مطلقة من دون أية فائدة أو تعويض مادي. وذكرت مجموعة من الفتيات أن الزواج من رجل كبير مشروع تجاري، فالزوج غالباً ما يغدق الهدايا على الزوجة وأسرتها التي تسهم بطمعها في أن يشعر الزوج بامتلاكه البنت. وعن دور أسرة الزوج المسن ومدى رضاها، لفت بعضهن إلى أن بعض الأسر ترفض وتعمل المفاجآت أثناء حفلات الزواج أو تقاطعه على أقل تقدير، إلا أن نوعية أخرى على النقيض تماماً، إذ يكون أبناء بنات العريس المسن أول الداعمين والمؤيدين.