يرى خبراء أن الحرب في اليمن ستدخل قريباً مرحلة حاسمة مع إرسال دول التحالف العربي بقيادة السعودية تعزيزات برية الى الأراضي اليمنية، استعداداً لمعركة كبرى لاستعادة العاصمة صنعاء، ولاحقا شمال البلاد، من ايدي المتمردين "الحوثيين". وقالت المحللة المختصة في الشأن اليمني ابريل لونغلي ان "البلاد التي تشهد منذ اشهر حملة ضربات جوية ومعارك برية، تستعد لمرحلة أكثر دموية". وأضافت لونغلي التي تعمل مع "مجموعة الازمات الدولية" (انترناشنل كريسيس غروب) ان "طرفي النزاع يأخذان مواقعهما للبدء في نزاع كبير في شمال اليمن، لا سيما في صنعاء". وكانت القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي تمكنت بدعم جوي وبري من التحالف العربي، من طرد "الحوثيين" من عدن ومن غالبية مناطق الجنوب. وأشارت لونغلي إلى أن "التحالف يبدو عازماً على استرداد مزيد من الأراضي"، بعد مقتل 60 جندياً من قوات التحالف، في هجوم على موقع في محافظة مأرب شرق صنعاء فجر الجمعة. لكنها توقعت ان تكون "معركة الشمال طويلة ودامية". وتعد مأرب منطقة ذات أهمية رمزية واستراتيجية من أجل الدخول الى صنعاء، وأرسلت غالبية التعزيزات الجديدة، لا سيما من السعودية وقطر، الى هذه المنطقة، بحسب مصادر عسكرية يمنية واعلامية. وعقب هجوم الجمعة الذي نفذ بصاروخ "حوثي"، أكد عدد من قادة دول الخليج تصميمهم "على المضي قدماً في المعركة للقضاء على التهديد الايراني الذي يمثله الحوثيون"، في ما يرى مراقبون أن "قادة الخليج لن يسمحوا بتكرار تجربة حزب الله اللبناني في اليمن". من جهته، قال مستشار القوات المسلحة القطرية والاستاذ في كلية "كينغز كوليدج" في لندن اندرياس كريغ ان "حادث الجمعة شكل منعطفاً بالنسبة إلى التحالف" الذي ينفذ "انتشاراً أوسع" على الأرض لدعم القوات اليمنية التي تم تسلحيها وتدريبها على مدى الاشهر الستة الماضية. وفيما كان معلوماً ان السعودية والإمارات تنشران قوات على الأرض في اليمن، اعلن مسؤول قطري اليوم ان "بلاده ارسلت الف جندي" الى هذا البلد، وهم "مستعدون للقتال". وذكرت مصادر عسكرية يمنية ان السعودية نشرت الف جندي اضافي في مأرب. وقال كريغ ان "هناك بالتأكيد اكثر من خمسة آلاف جندي من التحالف على الأرض في اليمن"، لكن من الصعب تأكيد العدد بشكل محدد، لا سيما مع نشر "قوات خاصة". وأعلنت القوات الموالية للرئيس هادي تجهيز آلاف الجنود لمعركة صنعاء، بينهم عشرة آلاف جندي في محافظة الجوف الشمالية المتاخمة للسعودية، والتي يسيطر "الحوثيون" على أجزاء منها. وتشكل محافظة صعدة الشمالية المعقل الرئيس ل "الحوثيين"، لكنهم سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول (سبتمبر) الماضي في حملة توسعية، انطلقوا بعدها جنوباً وسيطروا على عدن التي كان الرئيس هادي اعلنها عاصمة موقتة بعد احتلالهم صنعاء. وعقب انقلاب "الحوثيين" على الشرعية، اطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار (مارس) عملية عسكرية، تهدف إلى دعم شرعية هادي. وفي هذا السياق، قال كريغ ان "استعادة السيطرة على الجنوب كانت مهمة سهلة نسبياً، لأن قوات هادي والتحالف تقدمت في ارض صديقة"، لكن "صنعاء والمناطق الشمالية ستكون أراضي معادية". الجنوبيون ينظرون إلى "الحوثيين" على أنهم غزاة شماليون، ودعموا بقوة التحالف العربي والرئيس هادي، لكن "الحوثيين" سيستفيدون في الشمال من الحضور القوي للطائفة الزيدية التي ينتمون إليها، إضافة إلى تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد 33 عاماً، وما زال يسيطر على القسم الأكبر من القوات المسلحة اليمنية.