احتلت بنغلادش المرتبة الأولى في قائمة الدول المرشحة لتكون الأكثر تأثراً بظاهرة «الاحتباس الحراري»، ما يجعل هذا البلد الواقع في جنوب شرقي آسيا مهدداً بمخاطر صحية واقتصادية واجتماعية. وذكر «البنك الدولي» في تقرير أصدره في العام 2013، أن «بنغلادش مهددة بمخاطر الفيضانات والأعاصير المدارية وارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة وحرق الوقود الأحفوري وذوبان الجليد»، موضحاً أن «الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ والتلوث الصناعي، كلها من صنع الانسان، وخصوصاً في البلدان الغنية والمتقدمة». وقال فريق من «الهيئة الدولية للتغيرات المناخية» (اي بي سي سي)، إن «بنغلادش ستفقد نحو خمس مساحتها بحلول 2050، بسبب زيادة منسوب مياه البحار جراء ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما سيؤدي إلى تشريد 20 مليون شخص على الأقل». ويشكل تغير المناخ مخاطر على الأمن الغذائي، مع انخفاض انتاج المحاصيل، وخصوصاً محصول الأرز. وقال مدير «جمعية داكا للبيئة والتنمية البشرية»، فيليب ربح، إن «فقراء بنغلادش هم الذين سيدفعون ثمن هذه الأضرار». ومن المتوقع أن تشهد البلاد زيادة صافية من مستويات الفقر بنسبة 15 في المئة بحلول العام 2030. ويشكل تغيّر المناخ تهديداً على الصحة، إذ تسبب الكوارث الطبيعية التوتر والإجهاد، فيما تعد النساء الحوامل الأكثر عرضة لمخاطر الفيضانات في المناطق الساحلية. وتقع بنغلادش في وسط أكبر نظام دلتا نهر في العالم، وتتقاطع فيها أكثر من 300 نهر يصب في خليج البنغال، ومعظم أراضيها تمتد على بعد أمتار فوق مستوى سطح البحر. وأوردت دراسة أُجريت في كوريل، إحدى أكبر المناطق العشوائية في العاصمة داكا، مجموعة من الاستراتيجيات المنزلية المقاومة للفيضانات، منها وضع حواجز أمام الأبواب واستخدام المواقد المحمولة للحفاظ على درجات حرارة معتدلة. وذكرت الدراسة أمثلة مميزة للتكيف المجتمعي، مثل زراعة محاصيل تتحمل الملوحة، وإنشاء نظم الانذار المبكر من الفيضانات، وإعادة زراعة أشجار المانجروف. ومن استراتيجيات الحدّ من مخاطر الكوارث على الأسر الضعيفة، بناء ملاجئ الفيضانات داخل المدارس وتحسين الصرف الصحي وتجهيز اللجان لإدارة الكوارث، بالإضافة إلى تجهيز مكبرات الصوت ومستلزمات الإسعافات الأولية. وفي مؤتمر عن المناخ عُقد في وارسو، طالب مسؤولين من الدول الغنية والمتسببة بتلوث المناخ تعويض الدول الفقيرة، ودعا آخرون الدول الغنية إلى فتح أبوابها أمام شعب البنغال.