تشهد سورية حركة اقتصادية ناشطة بعد تشكيل 68 مجلساً لرجال الأعمال بين سوريين ونظرائهم في دول عربية وأجنبية، بهدف رفع مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ «رؤية استراتيجية» لتحويل سورية إلى نقطة ربط لخطوط النفط والغاز والنقل والطاقة بين البحور الأربعة: الأبيض المتوسط وقزوين والأسود، والخليج العربي. وعلمت «الحياة» أن مؤتمراً لرجال الأعمال والمستثمرين العرب سيُعقد في دمشق في الثالث من آذار (مارس) المقبل والرابع منه، قبل يومين من استضافة دمشق مؤتمر للمستثمرين السوريين والسعوديين، لإتاحة فرصة الاستفادة من التشريعات الأخيرة، وتشمل رفع حصة رأس المال الأجنبي في المصارف الخاصة الى 60 في المئة، وصدور قانون الاستثمار العقاري وتشكيل هيئة للتمويل العقاري، بعد السماح للقطاع الخاص بالاستثمار في مجال الكهرباء. وأعلن رئيس الفريق السوري في مجلس رجال الأعمال المشكل مع فرنسا بسام غراوي في حديث إلى «الحياة»، أن «35 مديراً ورئيساً لشركة فرنسية سيرافقون رئيس الوزراء فرانسوا فيون في زيارته دمشق، التي تبدأ اليوم، وتشمل لقاء مع الرئيس بشار الأسد قبل إجرائه محادثات ذات طابع اقتصادي مع نظيره السوري محمد ناجي عطري غداً. ويرافق فيون وزراء الثقافة فريديريك ميتران والشؤون النيابية هنري دورينكور والاقتصاد كريستسن لاغارد، إضافة الى رئيس «معهد العالم العربي» دومينيك بوديس ورئيس «متحف لوفر» هنري لواريت ومدير «الوكالة الفرنسية للتنمية» التي فتحت مكتباً لها في دمشق. وأفادت المصادر أن الترتيبات تجرى لتوقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح غراوي أن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ووزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد، سيفتتحان غداً اجتماعات الدورة الثالثة لمجلس رجال الأعمال السوري - الفرنسي في حضور ممثلين عن كل القطاعات والمناطق، بهدف البحث في تطوير العلاقات وتنفيذ خطة عمل مشتركة لزيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في سورية. وكان هذا المجلس هو الأول من المجالس المشكلة، قبل أن يصل عددها الى 68، اجتمع برؤسائها عطري قبل أيام لتشجيعهم على العمل. ويرمي الجانبان إلى زيادة حصة الصناعات ذات القيمة المضافة في التبادل التجاري، الذي تجاوزت قيمته 1.5 بليون دولار، إضافة الى مساهمة الفرنسيين في مشاريع البنية التحتية السورية المقدّرة كلفتها بنحو 50 بليون دولار في السنوات المقبلة. ويعتبر مشروع شركة «لافارج» الفرنسية لإنشاء مصنع للاسمنت في شمال البلاد، أحد أبرز المشاريع المشتركة. وأوضح الشريك السوري في المشروع فراس طلاس في تصريح إلى «الحياة»، أن «كلفته تبلغ 682 مليون دولار بحيث ينتج ثلاثين مليون طن سنوياً». وأشارت مصادر اقتصادية إلى مساع لدى الشركات الفرنسية «كي تكون سورية نقطة عبور لتصدير منتجاتها إلى الأسواق المجاورة خصوصاً العراق». وفيما افتتح الدردري ونظيره التشيخي يان كوهوت قبل يومين منتدى اقتصادياً لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات البنية التحتية والسياحة الصحية والغاز والنفط، علمت «الحياة» أن وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية برند بفافنباخ سيزور دمشق الاثنين المقبل لإعلان تأسيس مجلس اقتصادي سوري - ألماني. كما وقع وزير المال السوري محمد الحسين مع السفير الألماني اندرياس راينيكيه اتفاقاً لمنع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات المشتركة وتشجيعها. ويزور تركيا حالياً وفد من 30 رجل أعمال يضم رئيس الجانب السوري في مجلس رجال الأعمال المشترك عبد القادر صبرا، الذي أوضح أن الوفد «سيلتقي نائب رئيس الوزراء علي باباجان وممثلي شركات تركية، وذلك قبل تنظيم مهرجان «الأيام الترويجية لمرسين» في دمشق الأسبوع المقبل بمشاركة 300 شخصية تركية، بينها وزيرا الدولة ظافر تشاغلايان وفاروق نافز أوزاك. كما يُعقد حالياً اجتماع لمجلس الأعمال السوري - الإيراني.