ثلاث مباريات خاضها فريق الأهلي قبل الوصول إلى المباراة النهائية على كأس ولي العهد، كانت كافة خارج ملعبه، بدأها من الأحساء بفريقي هجر والفتح، ثم انتقل إلى الرياض ليقابل الشباب في نصف نهائي البطولة، وفي مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، واجه الأهلي فريق الفتح في دور ال 16 وعاد إلى جدة بخسارة أقصته من البطولة، ويومها كان مدرب الفريق هو البلغاري مالدينوف «فاقد الحيلة والبصيرة»...! لكن الأهلي في عهد و«عهدة» المدرب الحالي البرازيلي فارياس، استطاع أن يتعامل مع ظروف المباراتين الأوليين أمام فريقي هجر والفتح، ونجح في إيقاف مغامرتهما، أو مغامرة الفرق الصغيرة التي كانت «تطمع» في الأهلي...! وهاهو الأهلي يخوض المباراة الرابعة «الفاينال» عندما يواجه الهلال غداً في الرياض، وهي أيضاً خارج ملعبه، وهكذا هي الفرق الكبيرة لا تفكر أين تلعب، ولكنها تعرف ماذا تفعل، ولا يهم من تقابل! إنها ثقافة الكبار، التي أكدها الفريق الأهلاوي خلال لقائه مع ممثلي كرة الأحساء، ثم مع فريق الشباب «خامس الكبار» ومن الطبيعي جداً في بطولات الكؤوس أن يخرج الكبير على يد فريق كبير مثله، وهذا ما يؤكده ذلك ال «ماراثون» الذي تابعناه لأكثر من 130 دقيقة، إنما اللافت في المباريات الثلاث الماضية، أن الأهلي لم يشعر أنه خارج جدة، فجمهوره كان الأبرز والأكثر حضوراً، وربما زاد في مباراة الشباب الأخيرة على عدد حضور جمهوره في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة! تلك حقيقة أكدها الأهلي في مسابقة كأس ولي العهد، وساعد وجود مدرب كبير ولاعبين أجنبيين مميزين يصنعان الفرق، في عودة جمهور الأهلي إلى مدرجات ملاعب المملكة المختلفة، وأسهمت بحضورها في صعود فريقها ووصوله إلى المباراة النهائية، والذي أتوقعه أن يكمل جمهور الأهلي زحفه خلف فريقه في مباراة الغد المهمة، لشعور هذا الجمهور الوفي أن فريقهم لم تعد تفصله عن ملامسة الكأس إلاّ 90 دقيقة، على رغم صعوبة وقوة منافس بحجم الهلال «بطل الدوري»! وقد أعجبني تصريح للمشرف العام على الفريق الأهلاوي الأمير فهد بن خالد، وهو يؤكد أن الفريق لا يشكو من أي نقص في صفوفه، وأن غياب ثلاثة لاعبين أساسيين، في إشارة إلى الجاسم وكانو وغزال، سيحل مكانهم ثلاثة لاعبين أساسيين آخرين، هنا يرسم الأمير فهد طريق العودة للأهلي، فهو ينظر لكل لاعبي الأهلي على أنهم أساسيون وجاهزون، وليس هناك لاعب أساسي وآخر احتياط، وتلك رؤية الإدارة الناجحة، التي افتقدها الأهلي في المواسم الأخيرة! ولا شك أن الفريقين يستحقان أن نمنح كل منهما «كأساً» لأنهما في رأيي فائزان بنيلهما شرف لعب المباراة الختامية في حضور ولي العهد «حفظه الله»، إلاّ أن ذلك في عالم بطولات الكؤوس غير ممكن. ولذلك أدعو أنصار الفريقين في نهاية المباراة أن يصفقا للفريقين «البطل والوصيف»، فهما جديران في رأيي بالتصفيق، فإن فاز الهلال فهو زعيم الألقاب، وإن فاز الأهلي فهو قلعة الكؤوس. [email protected]