الإداري الناجح في علم الإدارة الحديثة هو الشخص القادر على تمكين الأفراد من العمل بكفاءة عالية تحقيقاً لهدف منشود. وفي مجتمعنا الرياضي السعودي، نلحظ تقلد بعض اللاعبين القدامى أو المدربين غير المؤهلين مناصب إدارية بطريقة «ارتجالية»، فقط لأن لديهم تاريخ حافل بالانجازات البعيدة بالطبع عن العمل الإداري، ما ينعكس سلباً على منظومة العمل الإداري. لكن الوضع في نادي النصر يبدو «مختلفاً»، حينما اختار رئيس مجلس إدارة النادي الأمير فيصل بن تركي، سالم العثمان ليشغل مهمة الإدارة العامة للكرة في النادي، وبات بمثابة «الدينامو» المحرك للنادي، وتحول إلى «نموذج» للإداري الناجح الذي اجمعت فيه البساطة والهدوء والحنكة والحزم. بدأ العثمان المولود في السابع من تموز (يوليو) 1978، حياته من حي السليمانية في مدينة الرياض، ووصل إلى منصبه الحالي ب«جدارة»، بعدما تدرج في مناصب عدة إلى أن وصل إلى دفة «الأصفر». امتاز بقربه من اللاعبين، بفضل بساطته ورقيه في التعامل معهم من دون تفريق. ومعلوم عن العثمان أنه يلعب دوراً «مفصلياً» في تحقيق فريقه للانتصارات، لكنه على رغم ذلك، «قليل الكلام في الإعلام كثير الأفعال والمهام في ناديه»، معللاً ذلك إلى رغبته في التركيز التام بعمله في إدارة النادي. وبدا ذلك جلياً في الفترة الأخيرة، عندما طالته موجة انتقادات حادة وصلت إلى مرحلة المطالبة بإبعاده مع الجهاز الفني للفريق، خصوصاً بعد خسارة النادي لبطولة السوبر، وما تبعها من بداية متعثرة في الدوري، خلال الجولتين الأولى والثانية. لكن حتى وإن توارى عن الأنظار وعمل بصمت، لايمكن لجماهير «العالمي» أن تنسى وقفته، والتي وصفت حينها ب«وقفة الرجال» المحبين والمخلصين، بعدما تقدم بكل «ثقة» و«شجاعة» لتولي الإرث «الثقيل» الذي خلفه المستقيل سلمان القريني، في الوقت الذي تخلى فيه الجميع عن رئيس النصر.