القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - واجه جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) انتقادات حادة بسبب الاعتقاد بأنه ترك أثاراً تدل على تورطه في عملية قتل القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وعبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية، وكذلك مسؤولون كبار في «موساد»، عن القلق من الإرباك الذي يمكن ان يسببه اغتيال المبحوح اذا تبين ان المجموعة التي تتهمها دبي بقتل المبحوح استخدمت اسماء اسرائيليين يحملون جنسيات اخرى، في حين قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان امس ان استخدام المجموعة هوية اسرائيليين ولدوا في الخارج، لا يثبت أن «موساد» هو المسؤول عن اغتياله. واعربت بريطانيا وأيرلندا عن اعتقادهما أن جوازات السفر البريطانية والايرلندية التي استخدمها المشتبه بهم مزيفة. وعندما سئل ليبرمان عن العملية وما تردد عن تزوير جوازات سفر، قال لاذاعة الجيش: «ليس هناك سبب يدعو الى التفكير في أنه كان موساد». لكنه لم ينف صراحة تورط اسرائيل في قتل المبحوح، قائلا ان اسرائيل تلتزم «سياسة الغموض» في ما يتعلق بمسائل المخابرات، وانه ليس هناك دليل على أنها وراء الاغتيال. ونفى احتمال وجود مشكلات ديبلوماسية مع بريطانيا في شأن الاشتباه في استخدام فريق من «موساد» جوازات سفر بريطانية مزورة، وقال: «أعتقد أن بريطانيا تدرك أن اسرائيل بلد مسؤول، وأن نشاط أمننا يتم طبقاً لقواعد لعبة واضحة وحذرة ومسؤولة للغاية. بالتالي ليس لدينا ما يدعو الى القلق». وتحدث نائب سابق لرئيس «موساد» رافي ايتان عن فرضية ان يكون «جهاز استخبارات اجنبي» يريد «توريط اسرائيل باستخدام هويات مسروقة». وطالبت صحيفة «هآرتس» بشكل واضح بإقالة مدير «موساد» مئير داغان المعروف بتأييده التحركات المباشرة و«عمليات التصفية». وأخذ المراسل العسكري للصحيفة على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «عدم الإصغاء لتحذيرات من التمديد لولاية داغان» الذي يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات منذ تشرين الاول 2002. وعنونت صحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار: عملية ناجحة؟ لسنا متأكدين»، مشيرة الى «ثغرات تتكشف شيئاً فشيئاً في هذه العملية التي بدت في البداية نجاحاً كبيراً». وامتنعت عن ادانة «موساد» مباشرة، لكنها قالت ان «الذين اعدوا هذه العملية لم يأخذوا في الاعتبار مهنية شرطة دبي» التي تمكنت من التعرف على المشبوهين عن طريق كاميرات المراقبة. اما صحيفة «معاريف»، فعنونت «ارباك كبير»، وكتبت: «لا نعرف من قام بهذه العملية، لكن لا شك لدينا انها لو كانت تعني بريطانيا او الولاياتالمتحدة، لطالب احد ما بمحاسبة امام برلماني البلدين». ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول كبير في «موساد» ان جهاز الاستخبارات هذا سيكون «ارتكب خطأ فادحاً» اذا تبين انه استخدم جوازات سفر اسرائيليين، خصوصاً من دون موافقتهم. «هويات مسروقة» ونشرت الصحف امس صور ستة اسرائيليين بريطانيين واسرائيلي الماني افادوا بأنه تم انتحال هوياتهم. وأصروا أن هوياتهم سرقت، وأشاروا الى عدم تطابق الصور مع صورهم. وقال احدهم بول كيلي: «انني مصدوم. سأسأل القنصلية البريطانية عما حدث. انه جواز سفري، لكنني لم اغادر اسرائيل». واضاف بريطاني آخر هو ستيفن دانيال هودس للاذاعة العامة انه «يخشى على حياته اذا توجه الى الخارج (...) وسيكلف محامياً لإجراء ملاحقة قضائية» ضد الذين استغلوا جواز سفره. واعلن النائب عن حزب «كديما» المعارض (وسط) اسرائيل حسون الذي كان مسؤولاً في جهاز الأمن الداخلي، انه سيطلب من لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية التي ينتمي اليها «التحقيق في حالات انتحال الشخصيات» في هذه القضية. «جوازات مزورة» وتحقيقات ومع تزايد الغموض في شأن هوية المشتبه بهم، قالت بريطانيا وأيرلندا انهما تعتقدان أن جوازات السفر البريطانية والايرلندية التي كان يحملها القتلة المزعومون مزيفة. وافاد مصدر قريب من المخابرات الفرنسية لوكالة «رويترز» بأن الجواز الفرنسي الذي قالت دبي انه استخدم في العملية يحمل رقماً صحيحاً، لكن الاسم غير صحيح. وأضاف: «انه تزييف جيد جداً». وذكرت وزارة الداخلية النمسوية انها فتحت تحقيقاً في استخدام مشتبه به لقتلة المبحوح ما لا يقل عن سبعة هواتف محمولة بكروت شحن نمسوية مدفوعة سلفاً. وفي الماضي، استخدمت مجموعات مسلحة اسرائيلية جوازات سفر أجنبية مزورة، خصوصاً عام 1997 عندما حاول عملاء ل «موساد» اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، اذ دخلوا الى الاردن حينذاك بجوازات سفر كندية. وفي عام 1987، احتجت بريطانيا لدى اسرائيل على «اساءة استغلال السلطات الاسرائيلية لجوازات سفر بريطانية مزيفة»، وقالت إنها تلقت تأكيدات أن خطوات اتخذت لمنع تكرار هذا في المستقبل.