عانى أولياء الأمور الأمرين مع الزي الجديد الذي فرضته وزارة التعليم للطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد. ووجد الآباء أنفسهم في «حيرة شديدة»، بين قرار الوزارة حول الزي الجديد للبنات من جهة، ورفض بعض مديرات المدارس للزي نفسه من جهة أخرى، فبعد أن وفر الأولياء الزي الجديد الذي يشمل «تنورة» و«بلوزة»، وفقاً لما نص عليه قرار الوزارة، تفاجأوا برفض بعض مديرات المدارس هذا الزي. فيما رفضت الوزارة الاجتهادات، مؤكدة على تطبيق القرار. وتعجب أولياء الأمور، بعد مرور 10 أيام على بدء العام الدراسي الجديد، من تحذير إحدى المديرات (تحتفظ «الحياة» باسم مدرستها) الطالبات، في حال ارتدائهن الزي الجديد، مطالبة إياهن بارتداء المريول الكامل، من دون أكمام على «البلوزة» البيضاء ذات الأكمام الطويلة. وأوضحت والدة إحدى طالبات المرحلة الثانوية، أن مديرة المدرسة أدرجت ابنتها ضمن قائمة الطالبات «المخالفات»، لارتدائها الزي المدرسي الجديد (التنورة والبلوزة). وأشارت إلى أن المديرة هددت الطالبة، «بكتابة تعهد خطي في حال استمرت في عدم ارتداء المريول الجديد». بدورها، تساءلت نجلاء محمد، عن الحل بعد أن وفرت لابنتها الزي الجديد، الذي كلفها مبلغاً غير بسيط، مشيرة إلى أن هذا التصرف من المديرات «قد يؤثر على الأسر من ذوي الدخل المحدود، خصوصاً إذا كانت الأسرة تضم أكثر من طالبة». في حين طالب محمد عبدالله وزارة التعليم ب«الوضوح» في القرارات، معتبراً إصرار بعض مديرات المدارس على الزي القديم «تصرفاً غير لائق من مسؤولات تربويات». من جهته، رفض مدير الإعلام التربوي في «تعليم جدة» عبدالمجيد الغامدي، اجتهادات مديرات المدارس حول تحديد نوع الزي للطالبات، وعدم التزامهن بقرار الزي المدرسي المحدد من الوزارة، مؤكداً أن إدارة التعليم «ستتابع مدى تنفيذ المدارس القرار». وقال الغامدي ل«الحياة»: «وجهت إدارة التعليم جميع مدارس البنات، عبر تعميم وزع عليها، بالالتزام بالزي المدرسي المحدد من الوزارة. وستتم متابعة تنفيذ المدارس لذلك»، مؤكداً أن «الإدارة لا تقبل الاجتهادات». وكانت وزارة التعليم أجلت قبل عامين قرار تطبيق الزي المدرسي الجديد إلى العام الدراسي الحالي. وأوضحت أن التأجيل جاء رغبة في «رفع مستوى الجاهزية، وتهيئة الميدان التربوي في شكل مناسب، إضافة إلى تأمين متطلبات التغيير وفي وقت مريح، وعدم التسبب في الضغط على الأسرة وأولياء الأمور». يُذكر أن فكرة تغيير الزي المدرسي للطالبات تقررت بعد دراسة استطلاعية للميدان التربوي، طبقت في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، طالبت في توصياتها بتغيير الزي المدرسي، وإدخال بعض التعديلات المتعلقة بتحسينه وتطويره، التطوير المناسب.