وصل آلاف المهاجرين الآتين من هنغاريا أمس، إلى النمسا في مشاهد فوضوية، في حين حذّرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني من أن هذه الأزمة «طويلة الأمد»، وقالت بعد اجتماع غير رسمي استمر يومين لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ: «كلما تقبّلنا الوضع بسرعة أصبحنا أكثر سرعة في اتخاذ إجراءات فعالة كأوروبيين متحدين». وما فاقم الأزمة الناجمة عن تدفّق لاجئين ومهاجرين وصعوبات التعامل مع مستجدات الوضع، إعلان خفر السواحل اليوناني أن طفلاً مهاجراً حديث الولادة عُثر عليه ميتاً أمس، بعدما وصل والده إلى شواطئ جزيرة أغاثونيسي في قارب من تركيا. وكان مئات وصلوا إلى محطة القطارات في ميونيخ بجنوب ألمانيا أمس، بعد أن اتفقت النمساوألمانيا مع هنغاريا على السماح لهم بعبور حدودهما. وقال ناطق باسم الشرطة إن نحو 450 مهاجراً وصلوا في قطار خاص وستجري مرافقتهم إلى قطار في المدينة لنقلهم إلى مركز طوارئ قريب للتسجيل. وكانت الشرطة الألمانية ذكرت أن السلطات تتوقع وصول ما بين 5 آلاف و10 آلاف لاجئ إلى ألمانيا آتين من هنغاريا عبر النمسا خلال يوم أمس. وقالت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل لايتنر للصحافيين في محطة للسكك الحديدية في فيينا إن نحو 6500 لاجئ وصلوا إلى النمسا منذ أن بدأت هنغاريا تنقل المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل إلى الحدود، وإن 2200 منهم باتوا في طريقهم إلى ألمانيا. وأضافت أن الشرطة لن تستخدم القوة لوقف تدفق المهاجرين. وكانت الحكومة الهنغارية وفرت بعد أيام من المواجهة والفوضى عشرات الحافلات لنقل المهاجرين من العاصمة بودابست وهم بمعظمهم لاجئون سوريون بدأوا أول من أمس رحلتهم مشياً على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى فيينا. تزامناً، أعلن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أن بلاده ستنشر قوات شرطة على طول حدودها الجنوبية بعد 15 أيلول (سبتمبر) الجاري للحدّ من تدفّق اللاجئين. كما سترسل الجيش إذا وافق البرلمان، لأن «الأمر لا يقتصر على 150 ألف مهاجر، يريد البعض توزيعهم وفقاً لحصص. كما لا يقتصر على 500 ألف وهو رقم سمعته في بروكسل، إنهم ملايين، ثم عشرات الملايين لأن منبع المهاجرين لا ينضب». وفي موقف لافت، دعا زعيم حزب العمل الإسرائيلي المعارض إسحق هرتزوغ بلاده إلى استقبال لاجئين سوريين مذكّراً بمحنة اليهود الذين لجأوا إلى بلدان عدة إثر نزاعات سابقة. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح باستقبال اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سورية بسبب الحرب، في الأراضي الفلسطينية. وأعلن رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا أمس، أنه سيعرض منزله الخاص على طالبي اللجوء. ونقلت عنه قناة «واي.إل.ئي» المحلية أن المنزل الواقع في كيمبيلي (شمال) يمكن أن يستضيف طالبي اللجوء بدءاً من العام الجديد، داعياً مواطنيه إلى إظهار التضامن مع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا هرباً من الحرب والفقر. في المقابل، دعا الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى اعتماد قواعد لجوء مشتركة في الاتحاد الأوروبي، لأنه «يتعين ألا يُنظر إلى آلاف المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا على أنهم أعداء»، آملاً بأن يكون الاتحاد في طريقه أخيراً لوضع مثل هذه القواعد.