نفى مسؤولون في حركة «فتح» وجود مبادرة ليبية للمصالحة الفلسطينية، وفق ما جاء على لسان عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمد نزال. وظهرت أزمة جديدة بين الحركتين مردها تصريحات واتهامات في قضية اغتيال المسؤول في الجهاز العسكري ل «حماس» محمود المبحوح في دبي. وكان نزال أعلن أول من أمس الاثنين في الجزائر ان القيادة الليبية شرعت في اجراءات وساطة بين حركتي «فتح» و «حماس» للتوصل الى اتفاق مصالحة للاعلان عنه في القمة العربية الشهر المقبل في طرابلس. وقال نزال ان حركته لن تقبل الورقة المصرية الحالية إلا في حال تعديل بعض بنودها الاساسية خصوصاً البند الذي قال انه يعترف باسرائيل. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» زار ليبيا أخيراً. وقال مسؤولون في الحركة ان القيادة الليبية أبلغته انها تسعى للتوصل الى اتفاق مصالحة بين «فتح» و «حماس» للاعلان عنه في القمة العربية. لكن حركة «فتح» قالت انها ترفض اية مبادرة بديلة للمبادرة المصرية. وقال عزام الاحمد مسؤول ملف الحوار في الحركة ل «الحياة» ان «المبادرة الوحيدة المطروحة للمصالحة الفلسطينية هي المبادرة المصرية»، وأن «فتح لا ترى حاجة لوجود اية مبادرة أخرى». وأضاف: «إذا كانت حركة حماس جادة في السعي للمصالحة، لدينا المبادرة المصرية، وما عليها سوى التوقيع عليها». وكان الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» أعلن أمس أن حركته ستوقع على المبادرة المصرية في غضون أيام بعدما قال انه «تفهم» القاهرة لمطالب الحركة إجراء تعديلات على الورقة. لكن الأحمد قال إن مصر لن تجري أي تعديل على مبادرتها، وان قادة «حماس» يعلنون مواقف متناقضة من المصالحة، مشككاً في نية الحركة التوصل الى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام. وشهدت العلاقة بين «فتح» و «حماس» امس أزمة جديدة حينما اتهم مسؤولون في «حماس» السلطة الفلسطينية بالتورط في اغتيال محمود المبحوح في دبي. وردت السلطة باتهام «حماس» بالتغطية على خروقات أمنية في داخلها قالت انها قادت الى اغيتال المبحوح. وقال عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية ل «الحياة» ان مصادر قريبة من التحقيق أبلغت السلطة تورط شخصين فلسطينيين في الاغتيال أحدهما رجل شرطة في الحكومة المقالة برتبة رائد». وقال الضميري ان هذا الشخص الذي يقيم في إمارة رأس الخيمة لعب دور المعرِّف على شخصية المبحوح في عملية الاغتيال. وقال ان الضابط المذكور هرب الى الأردن عقب الاغتيال، ووعد الاردن تسليمه الى الامارات.