أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال إلقائه كلمة لمناسبة تدشين «ميثاق العمل الوطني» في المنامة، أن هذا «الصرح رمز لاستمرار عملية الإصلاح الشامل، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية، وحافز للوزارات والمؤسسات كي تضع سياستها وبرامجها وإيضاحها تأكيداً لسياستنا القائمة على إشراك المواطنين في ما يخص شؤونهم». وشدد على ما جاء في بنود الميثاق قائلاً: «إن البحرين تعتز بأنها بلد العروبة والإسلام، تحمل رسالة جامعة ومثلاً عليا تشكل هويتها الحضارية ومنهجها الإنساني». وأشار الى ما يميز بلده من العمل «من أجل السلام والتفاهم، وتمسك البحرينيين بمبادئ الإصلاح والتسامح والتعايش». وذكّر ب «اللحظات الرائعة، عندما توافقنا على تفعيل الميثاق، بما يكفله من حريات، خصوصاً حرية التعبير لكل مواطن في أي موقع، فبذلك استعادت بلادنا توازنها وثقتها بنفسها»، وتابع «نحن عازمون على التعاون يداً بيد لنكمل المسيرة ونسد ما نجده من نواقص، فالكمال لله وحده». وعبر الملك حمد عن اعتزازه بنظام البحرين «الدستوري المتطور، الذي يحدد الحقوق والواجبات في إطار من العدالة والتوازن». واعتبر «التوافق الوطني على الميثاق نهجاً متميزاً في تجسيد المنطلقات الوطنية وممارسة التشاور، وتعزيز دور المؤسسات الشرعية في ظل سيادة القانون». وتوجه الى مواطنيه الذين صوتوا للميثاق، قائلاً: «نستذكر بكل فخر وتقدير من توجهوا الى صناديق الاقتراع، ليعبروا عن رأيهم الحر وخيارهم لحاضرهم ومستقبلهم». يذكر أن الميثاق البحريني تم التصويت عليه عام 2001، حصل على نسبة قبول عالية جداً، بلغت 98.4 في المئة. كما تحظى معظم بنوده بالتوافق بين الجمعيات الحزبية. وأكد وزير الديوان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، رداً على أسئلة «الحياة» على هامش الاحتفال، أن «الميثاق هو الأساس الذي بني عليه مشروع الملك حمد الإصلاحي»، وهو «الذي أخرجنا من عنق الزجاجة». وشدد الوزير على أهمية «الميثاق والدستور اللذين أوجدا المؤسسات التشريعية والديموقراطية والقانونية». واعتبره «نتيجة لرؤية واضحة للملك حمد للتحديث والتطوير»، مؤكداً أن «الأمر الأساسي الذي اهتم به الملك كان ضرورة عدم الإقدام على خطوات متسرعة أو مفاجئة، لأنها قد تأتي بنتائج غير مجدية وغير مرغوبة، بل انه أوصى بالتقدم بالعمل الإصلاحي بالتدرج». واعتبر أهم بنود الميثاق تلك التي أرست نظام المجلسين، النيابي ومجلس الشورى، مشيراً الى أن هذا «النظام سائد في معظم الدول الديموقراطية». كما أنه «أعطى المرأة البحرينية حقها في الانتخاب والترشح». يذكر أن الصرح التذكاري للميثاق يعد الأكبر من نوعه في العالم العربي وقد نقشت على جدرانه أسماء الذين صوتوا للميثاق، وبلغ عددهم 220 ألفاً، وفي الموقع متحف لتاريخ البحرين. وسجل ملك البحرين في سجل المتحف كلمة قال فيها: «لقد حلمت بوطن يحتضن جميع أبنائه، سرنا معاً لنصل الى هذه اللحظة الخالدة في تاريخنا ومن هنا نواصل معاً يداً بيد...».