تبادلت السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» الاتهامات عن «مسؤولية ما» في عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. واشارت «حماس» الى ان استمرار التنسيق الامني بين «السلطة» واسرائيل قد يؤثر سلباً في جهود المصالحة. وردت السلطة باتهام «حماس» بالتغطية على خروقات في داخلها أدت الى اغتيال المبحوح. (راجع ص 5) وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدنان الضميري ل «الحياة» ان مصادر قريبة من التحقيق أبلغت السلطة بتورط شخصين فلسطينيين في الاغتيال أحدهما رجل شرطة في الحكومة المقالة في غزة برتبة رائد». واضاف ان هذا الشخص، الذي يقيم في إمارة رأس الخيمة، لعب دور المعرِّف على شخصية المبحوح في عملية الاغتيال. ولمح وزير الداخلية في الحكومة المقالة في غزة فتحي حماد إلى علاقة للضابطين الفلسطينيين المعتقلين على خلفية اغتيال المبحوح وقال «أنهما يعملان لمصلحة السلطة الفلسطينية في رام الله». ولمح إلى احتمال تورط السلطة نفسها في اغتيال القيادي. وقال لموقع الكتروني تابع لحركة «حماس» إن «هناك إشارات قوية تدل على علاقة حكومة رام الله بعملية دبي، لكن ملف الاغتيال الذي تعرض له الشهيد المبحوح هو بيد المكتب السياسي للحركة في الخارج». وقال الناطق باسم «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» «أبو عبيدة» إنه «لن يُفاجأ إذا علم أن طرفاً له علاقة بالسلطة الفلسطينية يُشتبه في مشاركته في اغتيال المبحوح». وأضاف «اعتدنا هذا الكلام على سلطة حركة فتح في الضفة التي تتواطأ في شكل يومي على قتل المقاومة في الضفة وخنقها وملاحقة المجاهدين، وقد تكون مشاركتها في جريمة اغتيال المبحوح خارج فلسطين جزءاً من عملها، فهي مُصمَّمة لذلك منذ تأسيسها». واعتبر أنه «لا تعني مشاركة أطراف فتحاوية في ذلك أن يتم إعفاء العدو الصهيوني من المسؤولية عن جريمة اغتياله إذا استخدم فيها عميلاً ينتمي إلى هذه السلطة ويعمل في جهاز أمني تابع لها». وحمل «العدو وجهاز موساد المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة». وقال «أبو عبيدة»: «نحن نتعامل مع هذه الجريمة على هذا الأساس، وعلى العدو الصهيوني أن يتحمل النتائج المترتبة على هذه الجريمة». وأوضح فائق المبحوح شقيق محمود إنه لم يفاجأ بنبأ اعتقال فلسطينيَيْن للاشتباه بضلوعهما في عملية اغتيال شقيقه. وأشارالى أن «ضابطاً في جهاز الأمن الفلسطيني تعاون مع فريق الاغتيالات التابع للموساد». وقال «إننا لم نفاجأ بنبأ اعتقال فلسطينيين في دبي لأننا نعرف أن أفراداً كانوا يعملون مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان فروا من قطاع غزة، يقيم بعضهم في دبي ويعملون بصفتهم رجال أعمال ولهم مصالح تجارية هناك». ومع تمسك اسرائيل بالصمت وعدم اعلان المسؤولية عن العملية التي قالت دبي ان مجموعة من 11 اوروبياً شاركوا فيها، صورت الصحف في الارض المحتلة ما جرى بانه «انتصار» قام به «المختارون». وقالت ان المرأة «الشقراء» جيل فوليارد لعبت دور «مصيدة العسل» كما جرى مع المرأة «سيندي» التي اصطادت في شباكها تقني الذرة فعنونو في لندن. لكن يوسي ميلمان من «هآرتس» انتقد حصر الاستخبارات الإسرائيلية عملها في تنفيذ عمليات تصفية، وقال لا يجوز أن يتحول جهاز الاستخبارات إلى منظمة «قتل محدود الضمان» على غرار المافيا، ورأى أن اغتيال قيادي ليس من الصف الأول (مثل المبحوح) لا يُعتبر خطوة استراتيجية يمكن أن تنزل بمنظمته ضربة موجعة أو قاضية. واعلنت بريطانيا وايرلندا وفرنسا ان جوازات السفر التي استخدمها الجناة مزورة.