طهران، موسكو، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - انضمت روسيا إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا، في حضّ إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة فيما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده «ستواصل التخصيب ولن تجامل أحداً»، معلناً اختبار «جيل جديد» متطور من أجهزة الطرد المركزي. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل انتقد تصريحات أدلى بها الجنرال يحيى صفوي مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، حول سيطرة طهران على مضيق هرمز في حال تعرضها لهجوم، وقال: «لمسنا هذه التصريحات وهي لا تخص المملكة وحدها، بل هي عمل حربي ضد السلم والأمن الدوليين، وعمل خطر جداً في موقع مثل مضيق هرمز، وآمل بألاّ يكون صحيحاً، ولكن إذا صحّ ذلك فهو خطِر جداً». وعلّق نجاد على تصريحات سعود الفيصل، قائلاً ان «إيران وبمساعدة شعوب المنطقة وحكوماتها، ستدافع بقوة عن أمن مضيق هرمز ليبقى في خدمة مصالح شعوب المنطقة». وقال انه «لم يسمع بهذا التصريح نقلاً عن وزير الخارجية السعودي»، معتبراً ان «كل دول المنطقة تسعى الى حفظ الأمن في مضيق هرمز، وتعمل بمسؤولياتها تجاه هذا الأمر». وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا سلمت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو رسالة «سرية»، شككت فيها بإعلان إيران بدء التخصيب بنسبة 20 في المئة لإنتاج وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وورد في الرسالة: «اذا مضت إيران في هذا التصعيد، ستثير مصادر قلق جديدة حول نياتها النووية، في ضوء واقع عجز إيران عن إنتاج الوقود النووي اللازم في الوقت المناسب». وأضافت الرسالة ان قرار طهران التخصيب بنسبة 20 في المئة «غير مبرر تماماً، ويتعارض مع قرارات مجلس الأمن ويشكل خطوة إضافية في اتجاه امتلاكها قدرة لإنتاج يورانيوم أعلى تخصيباً»، في إشارة الى نسبة 90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة نووية. وتأتي رسالة الدول الثلاث الى الوكالة الذرية، في وقت أعلنت ناتاليا تيماكوفا الناطقة باسم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن «المجتمع الدولي يجب أن يكون على يقين من أن البرنامج النووي الإيراني ذو طابع سلمي، وإذا تهرّبت (إيران) من هذه الواجبات، لا يمكن أحداً حينها استبعاد فرض عقوبات». وحضّ وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الصين وروسيا على الامتناع عن تأييد مساعي الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على بلاده، قائلاً: «واضح بالنسبة الى أصدقائنا الصينيين، ان الولاياتالمتحدة تخطط لتكون لديها الغلبة في أفريقيا، ما أن تهيمن على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط». ويشير متقي بذلك الى نفوذ بكين في القارة السمراء التي تشكل بالنسبة إليها مصدر إمداد للنفط. وشدد على ان بلاده ستعزز تعاونها الاقتصادي مع موسكو، اذا انتهجت موقفاً «صائباً ومنطقياً» حيال إيران. ودان متقي تصريحات لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبرت فيها ان إيران في طور التحوّل الى «ديكتاتورية عسكرية»، ورأى ان الأميركيين «جسّدوا مظهر الديكتاتورية العسكرية خلال العقود الماضية منذ حرب فيتنام». ونفى ما أعلنه رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي عن تلقي طهران اقتراحاً جديداً من الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا حول تبادل الوقود النووي، مشيراً الى «خطأً» في ترجمة رسالة للدول الثلاث في هذا الشأن. وبدا ان زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى طهران، لم تحقق اختراقاً في الملف النووي الإيراني، إذ اكتفى بالإعراب عن «أمله بأن تسيطر الديبلوماسية لتسوية الأزمات في المنطقة، بدل اللجوء إلى العنف». ونقلت وكالة أنباء «مهر» عنه قوله ان «إيران دولة عريقة ومهمة في المنطقة، ومصيرنا مرتبط بمصيرها». في غضون ذلك، أكد نجاد ان إيران «ستواصل التخصيب ولن تجامل أحداً»، معلناً «اختبار جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي (في منشأة ناتانز) تبلغ طاقتها خمسة أضعاف أجهزة الطرد المستخدمة للتخصيب بنسبة 20 في المئة، وسننصبها قريباً». وحذر من ان رد إيران على فرض عقوبات عليها، «سيكون بالمثل وسيجعل (الدول الكبرى) تندم». وقال انه لا يأخذ بجدية حديث كلينتون حول «الديكتاتورية العسكرية». في جدة، قالت كلينتون خلال لقاء مع طالبات سعوديات في جامعة «دار الحكمة» الخاصة، ان إيران تؤكد أنها لا تسعى الى صنع قنبلة نووية، مضيفة ان «الوقائع لا تدعم ذلك». وأضافت: «كل شخص أتحدث إليه في الخليج، بمن في ذلك القادة هنا وزعماء في المنطقة، يعرب عن قلق عميق من نيات إيران» التي اعتبرتها «أكبر داعم للإرهاب في العالم الآن». وأعربت عن خشيتها من ان امتلاك طهران سلاحاً نووياً «سيثير سباق تسلح في المنطقة».