تجاهلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس، في زيارتها الاولى لبغداد امس منذ تسلمها منصبها، الهجوم على ايران او تحذيرها من التدخل في شؤون العراق، كما جرت العادة مع اسلافها، لكنها اعتبرت ان اتهامات مرشد الجمهورية الاسلامية لواشنطن واسرائيل بارتكاب هجمات دامية اودت بزوار شيعية ايرانيين في العراق «مخيبة للامال». وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها العراقي هوشيار زيباري ان «هذا النوع من التعليقات مخيب للآمال لان من الواضح ان هذه الاعتداءات ترتكبها القاعدة او مجموعات اخرى». وحضت كلينتون، في زيارتها المفاجئة التي استغرقت يوماً قابلت خلالها مسؤولين عراقيين في طليعتهم رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية زيباري، بحضور السفير الاميركي الجديد في بغداد كريستوفر هيل، القادة العراقيين على تنحية خلافاتهم جانباً وقالت انه «ليست هناك مؤشرات على انزلاق العراق مجدداً الى حرب طائفية على رغم الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة». وجددت، في حوار مطول مع عدد من العراقيين من شرائح مختلفة جرى في مقر السفارة الاميركية تناولت فيه تهجير المسيحيين والمعتقلين ودور المرأة في العملية السياسية بالاضافة الى البطالة وتطوير قطاعات الاستثمار والزراعة، التزام ادارة الرئيس باراك اوباما في مساعدة العراق «والبحث عن طرق لمساعدته الآن ومستقبلاً». ووصلت كلينتون الى بغداد فجراً على متن طائرة نقل عسكرية من الكويت وسط اجواء امنية متوترة بعد تصاعد الهجمات الانتحارية في بغداد وديالى خلال الايام الماضية اوقعت عشرات الضحايا، ما رفع الحصيلة الى 250 قتيلاً و650 جريحاً في نيسان (ابريل) وفق حصيلة لوزارة الصحة. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة «ستواصل دعم الحكومة العراقية في الوقت الذي تستعد فيه لسحب كل قواتها من البلاد نهاية السنة 2011». وفي حوار مطول مع عدد من العراقيين، يمثلون شرائح الشعب العراقي جرى في مقر السفارة الاميركية، اكدت كيننتون «ان الولاياتالمتحدة ستقف مع العراق وستبحث عن طرق لمساعدته الآن ومستقبلاً مستعيدة ما قاله الرئيس اوباما عن التزامه ب»عراق ذي سيادة يتمتع بالاستقلال... وانا جئت اليوم من اجل تكرار التزامنا كحكومة الولاياتالمتحدة والرئيس اوباما للعراق وشعبه». وتابعت «نحن معكم في بسط القانون... لكن سيختلف نوع دعمنا لكم بعد سحب القوات». وشددت ان «على العراقيين، خصوصاً قوات الامن تجاوز الطائفية لبناء عراق موحد ومستقر وأمن». وأضافت «أعلم مدى صعوبة الامر... لقد ناضلت بلادي لسنوات عدة مع كل أنواع الانقسامات، لكن حتى الآن كما تعلمون، انتخبنا للتو رئيساً أميركياً من أصل أفريقي ليقود جميع الاميركيين وليس مجرد مجموعة واحدة». وشددت على ان «حكومتي ستعمل مع حكومة العراق على اعادة المهجرين كون العراق بحاجة الى كل شخص مهجر، سواء كان طبيباً او مهندساً او سيدة اعمال، وسندعم كل الجهود الخاصة باعادة المهجرين». ووعدت الوزيرة الاميركية بالعمل على تأهيل المفرج عنهم، و»سأعمل مع السفير في بغداد والمسؤولين في بلدي على ايجاد صيغ من شأنها دعم اعادة تأهيل هذه الشريحة المهمة». وقال زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون في بغداد عصر امس ان عشرات الانتحاريين في العراق هم من شمال افريقيا. واضاف «بامكاني القول ان بعض الانتحاريين هم من تونس والمغرب ولدى الحكومة العراقية معلومات ان عشرات الانتحاريين هم من شمال افريقيا». واستبقت كلينتون زيارتها بالقول للصحافيين في الكويت مساء الجمعة «أعتقد أن التفجيرات الانتحارية مؤشر وللأسف بطريقة مأساوية على أن الرافضين يخشون أن يكون العراق يسير في الطريق الصحيح». والقت ايران امس اللوم على الولاياتالمتحدة في التفجيرات التي استهدفت مزارات شيعية في العراق وأشار مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي بأصبع الاتهام الى اعداء طهران القدامي وهم الولاياتالمتحدة واسرائيل. وقال خامنئي في بيان اذاعه الراديو الايراني «المشتبه بهم الرئيسيون في هذه الجريمة وجرائم مشابهة لها هم قوات الامن الاميركية والجنود الاميركيون.» مضيفاً «ان القوات الاميركية احتلت دولة اسلامية بحجة مكافحة الارهاب وقتلت عشرات الالاف من الاشخاص هناك وهي تزيد انعدام الامن هناك يوما بعد يوم».