كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن قائد القوات الأفغانية في الجنوب الجنرال أمين الله باتياني أمس، ان القوات الحكومية والأجنبية المشتركة سيطرت على كل مناطق مرجه وناد علي بولاية هلمند الجنوبية، وذلك في اليوم الثالث من الهجوم الواسع الذي يشنه «الأطلسي» على المعقل الأكبر المزعوم لمتمردي حركة «طالبان». وأشار في مؤتمر صحافي عقده في عاصمة الولاية لشكر جاه الى ان عناصر «طالبان» غادرت المنطقة، «فيما يظل تهديد القنابل اليدوية الصنع قائماً»، محدداً حصيلة القتلى ب 27 من «طالبان» في مقابل جنديين من الحلف الأطلسي، علماً ان 12 مدنياً على الأقل سقطوا اول من امس بسقوط صاروخين اطلقتهما القوات الأجنبية. ولم يستبعد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأفغانية إعلان انتهاء العملية، لكن ضابطاً من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أوضح ان رجاله لا يزالون يواجهون «مقاومة شديدة» في بعض جيوب منطقة ناد علي. وتعرض جنود «المارينز» لإطلاق نار كثيف لدى محاولة رفع العلم الأفغاني فوق مجمع سيطروا عليه. وشبه الكابتن رايان سباركس حدة القتال بالحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين الأجانب والعراقيين من تنظيم «القاعدة» في بلدة الفلوجة العراقية عام 2004، موضحاً ان الفارق بين مرجه والفلوجة «اننا نأتي من مواقع مختلفة ونعمل في اتجاه المركز، ما يجعلنا نتلقى النيران من كل الزوايا». وأعلن تيم كوديري، المستشار المدني لمسؤولي «مارينز» العثور داخل المجمع على أكياس مخدرات بمئات الآلاف من الدولارات و250 كيلوغراماً من نيترات الأمونيوم التي تستخدم في صنع متفجرات وأحزمة ناسفة، وعناصر مختلفة لصنع قنابل. وكان أحد قادة «طالبان» الملا عبد الرزاق اخوند تحدث اول من امس عن «عملية دعائية» لإعطاء «بعض الهيبة للقائد العسكري المهزوم والفاشل ماكريستال»، في اشارة الى قائد القوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال. وتمهد العملية التي اطلقت الجمعة الماضي بمشاركة 15 الف جندي افغاني وأجنبي لبسط سيطرة كابول على المنطقة الواقعة وسط هلمند، حيث مركز زراعة الخشخاس في افغانستان، وهي المادة الأولية لصنع الأفيون والهيرويين، والتي تشكل ابرز مصدر عائدات «طالبان». ويتوقف الجزء الأكبر من نجاح العمليات في هلمند على قدرة الإدارة الجديدة على كسب ثقة السكان، وتمتع القوات الأفغانية بفاعلية كافية لمنع «طالبان» من العودة، وهو ما يشكك به مدنيون، ما حتم مطالبة نحو 200 من سكان القرى الحكومة الإقليمية ، خلال اجتماع عقدوه مع مسؤوليها بحض قوات «الأطلسي» على البقاء في مرجه بعد تأمين المنطقة. وفي حادث منفصل، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم مقتل جندي من الكتيبة الثانية في فوج دوق لانكاستر بعد اصابته بعيارات نارية في منطقة قلعة موسى بولاية هلمند ايضاً، واعتبر هذا الجندي البريطاني ال17 الذي يسقط في افغانستان منذ مطلع السنة الحالية وال 260 في افغانستان منذ نهاية 2001. على صعيد آخر، حض صحافيان فرنسيان مخطوفان في أفغانستان، في شريط مصور نشرته الحركة على شبكة الإنترنت، باريس على تسريع وتيرة المفاوضات من أجل إطلاقهما. وخطف الصحفيان إضافة إلى سائقهما ومترجمهما الأفغانيين في ولاية كابيسا في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اثناء اعداد قصة صحافية لمحطة تلفزيون «فرانس 3». وأفرج عن السائق لاحقاً. وأكد الصحافيان من دون ان يعلنا اسميهما إنهما يتمتعان بصحة جيدة ويتلقيان معاملة طيبة، «لكننا نشعر بوطأة الأيام والأسابيع التي تمر علينا». ودانت وزارة الخارجية الفرنسية عملية الخطف مجدداً، مؤكدة انها تعمل لتأمين إطلاق الرهينتين.